نعم هذي الديار فحيهنه

نعم هذي الدِّيارُ فحيِّهُنَّه

تَحيَّةَ مُغَرمِ بِطُلولِهُنَّه

أَعِرني وَقفةً يا سَعدُ فيها

لِتُسعِدَني تكن لكَ أيُّ مِنَّه

ديارٌ حَقُّهنَّ عليَّ فرضٌ

وإن أَضحت على العُشَّاقِ سُنَّة

كَفاها الوَكفُ من دمَعي إذا ما

جَفَت سُحبُ الرَّبيعِ رُبوعَهُنَّه

فلي أجفانُ دمعٍ ليسَ تألو

تَسُحُّ لها غُيوثٌ مُرجَحنَّه

شَكونا جَوَّها ولَها قُلوبُ

من البينِ الُمشَتتِ مُطمَئِنَّه

أما وظبائها العين اللَّواتي

مضت بدمي ظُبا الحاظِهنَّه

لقد ملكت بها رِقِّي جفونٌ

مُجرَّدةٌ عليَّ سُيوفُهنَّه

كأنَّ قُدودَهُنَّ رِماحُ خطِّ

عملنَ لهنَّ من حدقِ أسنَّه

إذا ما ملِنَ قلتُ غصونُ بانٍ

وقد أثقلنَهُنَّ ثِمارَهُنَّه

أظُنُّ سوادَ فَودي حين ولَّى

وقد وَلَّينَ كانَ حَلِيفَهُنَّه