يا جاعلا عينيه من أشراك

يا جاعلاً عينيهِ من أَشراكِ

تَركي هواكَ نهايةُ الإِشراكِ

لم أدرِ حينَ أراكَ تخطِرُ مائساً

أقوامُ قدِّكَ أم قضيبُ أراكِ

أم قد حكيتَ البدرَ ليلةَ تِمِّهِ

فاستَعظمَ المحكيُّ قدرَ الحاكي

وكمِ اعترضتَ تَذلُّلي بِتَذلُّلِ

وكمِ ابتسمتَ وجَفنُ عيني باكي

ما شئتَ عاتبني وعاقبني به

إِلاَّ بساحرِ طَرفكَ الفتاكِ

لو لم تَرُح شاكي سلاحِ الُمقلةِ ال

نَّجلاِ ما أضحى لسانيَ شاكي

يا آمري بخلاص قلبي من هوىً

لم أرجُ منه مدى الزَّمانَ فِكاكي

أينَ المفرُّ لعاشقٍ مُتهتِّكٍ

صرعَتهُ أسهمُ أعيُنِ الأتراكِ

وبمُهجتي منهم أغنُّ إذا بدا

سجدت له الأقمارُ في الأفلاكِ

يُزري على الرَّوضِ الُمدَبَّجِ ثغرُهُ

عندَ الصبَّاح بَعبقَةِ المِسواكِ