أأماري في علمه أماري

أَأُماري في عِلمِه أُماري

وله يَشهَدُ الإِمامُ البُخاري

أوَ ما أنتَ حاضرٌ له يُملي

وهو كالبحرِ مزبداً بالدَّراري

وعليه منَ المَهابَةِ سِجفٌ

ومُحَيَّاه ساطِعُ الأنوارِ

وكتابُ الإِمامِ مثلُ سَماءٍ

ورِجالُ الحَديثِ كَالأقمار

وأبو زيدِنا يَجولُ بأبحا

ثِه فيه كالقَرمِ في المِضمارِ

كيفَ لا يَسمو وهو نَجلُ شُعَيبٍ

حُجَّةِ العِلمِ بَحرِهِ الزَّخَّارِ

حافِظِ المَغربَينِ والمَشرِقينِ

وهُدى الناسِ قامِعِ النُّظَّارِ

فأتَى الإبنُ نُسخَةً من أبِيه

وتَجىءُ الأنوارُ من أنوار

ودَليلي على ادِّعائي الذي ما

مِن سبيلٍ مَعه إلى إنكارِ

إختيارُ الباشا التهامي إليه

وهوَ وهو التهاميُ المَزواري

والتفاتٌ منَ العَظيمِ عَظيمٌ

واختيارُ العَظيمِ خَيرُ اختيار

عَلِمَ اللهُ أنَّ فِعلَكَ هذا

يا اخا المَجدِ والنَّدى المِدرارِ

مَحضُ رُشدٍ وحِكمَةٍ وسَدادٍ

وصَوابٍ ورِفعَةٍ وفَخارِ

أيُّ شيءٍ من فِعلِكُم لم يَكُن مُع

جِزَةً بنتَ عقلِكَ الجَبَّارِ

حيِّ فيه إخلاصَهُ لكَ إخلا

صاً سَما وصفُه على الأشعارِ

حيِّ فيه الحَديثَ سِحراً حلالاً

مِثلَما تَأتي نَفحَةُ الأزهار

حَيِّ فيه يَراعَهُ في نِظامٍ

حيِّ فيه يَراعهُ في نِثارِ

حَيِّ فيهِ النُّبوغ وقد أَر

بى صَغيراً عَلَى فُحولٍ كِبارِ

حيِّ فيه لَطافَةَ الرُّوحِ حتى

كادَ يَخفى لُطفاً على الأنظارِ

دُمتَ فَخراً لِعَصرِنا يَتَسامى

بِكَ عَن غَيرِه من الأعصارِ

دُمتَ أهلاً لِفعلِ كلِّ جَميلٍ

خَالِد الذِّكرِ خالِدِ الآثارِ

يا أبا زَيدِنا المُفَدَّى ومَن مِث

لُ أبي زَيد مُتعَةِ الأفكارِ

هاكَها وهىَ ذَوبُ عاطِفَةٍ مِن

ني ما شابَتها يدُ الأغيارِ

هاكَها مُكبِراً لِقَدرِكَ فيها

ولأنتَ الجَديرُ بالإكبارِ

مِن أخٍ مُخلِصٍ إليكَ كما تَع

هَدُه مِن سنينَ ذاتِ اعتِبارِ

وعلى ما عهٍِدتَ مِنِّي ثَناءً

لم أزَل في العَشيِّ والإبكاَرِ

وأنا مَن عَهِدتُه مِن زَمانٍ

ماضِىَ الحَدِّ زَندُ عَزمِىَ وارِ

بِغِنى النَّفسِ لم أزَل ذا اعتِزازٍ

وغِنَى النَّفسِ شِيمةُ الأحرارِ

لا أبالي باليُسرِ والعُسرِ والإن

سانُ بينَ الإيسارِ والإعسارِ

إنَّ عُسرَ الأديبِ ليس بِعُسرٍ

ويَسارُ الأديبِ غَيرُ يَسارِ

وإذا كُنتُ مُبتَلىً في مَغيبي

بِنُباحٍ من زُمرَةِ الأغمارِ

ما أُبالي بِهِم وكيف أُبالي

وهمُ تَحتَ صارِمي البَتَّارِ

وقفاهم مَصفوعَةٌ بِيمَيني

ولِحاهُم مَنتوفَةٌ بِيَساري

وأنا عَنهمُ أصولُ بِقُربي

مِن حِمى سيِّدِ العُلا المِغوارِ

إذ جِوارُ الباشا التهامي مُنَائي

وجِوارُ الباشا أعَزُّ جِوار

والأديبُ الأديبُ لم يَحتفِل تِل

قاء عزٍّ بِفضَّةٍ أو نُضارِ