أكتم مابي لو يدوم التكتم

أُكَتِّمُ مابي لو يَدومُ التَّكتُّمُ

ولكنه هَمٌّ به القَلبُ مُفعَمُ

بني وطني إنَّ الشعوبَ وأَهلَها

قدِ استَيقظت طُرّاً وأنتمُ نُوَّمُ

هو الوطنُ المحبوبُ يَرجو منَ أهلِهِ

سَماعاً لِشَكواهُ وأهلهُ أَنتُمُ

مضى زَمنُ الجهلِ الذَّميمِ زَمانُهُ

وهذا زمانُ آنَ فيه التَّعَلُّمُ

فبِالعِلمِ شادوا في البِحارِ مَساكِناً

وفيها معَ الحيتانِ عاموا وعَوَّموا

وبالعلمِ سارت في السماءِ ركابُهُم

وقد أسرجوا متنَ الرِّياحِ وألجمَوا

وبِالعلمِ إن كانوا جُلوساً بِمَشرِقٍ

وفي الغَربِ من يَبغي الكلامَ تَكَلَّموا

وبالعلم قد أفنى الفريقانِ بَعضَهُم

وما اختلفت بينَ الفريقينِ أَسهُمُ

أتاكم زَمانٌ يطلُبُ العِلمَ مِنكُمُ

بِجِدٍّ فإن لم تَطلُبوا العِلمَ تَندَموا

ومالي أرى هذي العوائدَ أصبَحَت

واضرارُها فينا تَزيدُ وتَعظُمُ

فهل من دَواءٍ لِلعوائِدِ إنَّها

إذا تُرِكَت في الجِسمِ لا شَكَّ تُعدِمُ

أشَدخُ رُؤوسٍ كُلَّما حانَ مَوسِمٌ

ونَهشُ أفاعٍ نَهشُهُنَّ مُحَرَّمُ

أَمِن شَرَفِ الإنسانِ يَدخُلُ بَيتَهُ

عَواهرُ في تَنهاقِها تَتَنَغَّمُ

يُشارِكُهُنَّ الأُنسَ في بيتِ أهلِه

وإنهُ شيءٌ بعدَ إثمٍ مُذَمَّمُ

بِرَبِّكَ قُل لي كيفَ تُصبِحُ مَن رَأت

قَرينَتَها بِالأمسِ تَزهو وتَنعَمُ

عليها منَ التِّيجانِ كلُّ مُرَصَّعٍ

وفي جِيدِها العِقدُ البديع المُنَظَّمُ

أمَا إنَّها تَصبو لِفِعلِ قَرينَةٍ

ولو أنَّهَا بينَ العَفائِفِ مَريمُ

فَقُل أى ورَبِّي إنَّهُ الحَقُّ واعتَرِف

ونفسَكَ لا تَخدَع فإِنَّك مُسلِمُ

كانكَ يا مغرورُ نِلتَ سُرورَها

إذا هِىَ مِن فَرطِ السُّرورِ تَبَسَّمُ

تُريكَ ابتِساماتِ السُّرورِ وإنَّها

لَتَكتُمُك الشيءَ الذي هِىَ تَكتُمُ

وأصغَرُ مَا يَكتمَن لو كُنتَ خَأدِعا

ولكنَّه الشيءُ الذي أنتَ تعلَمُ

وَمَعذورةٌ ذاتُ الحِجابِ إذَا أتَت

شَنائعَ أعمالٍ بها الزَّوجُ مُغرَمُ

لَعَمرِىَ إنَّ الهَمّ يَعظُمُ حَملُهُ

وهَمٌّ يَمسُّ المَرءَ في العِرضِ أَعظَمُ

أليكم بني الأَوطانِ أشكو صَنيعَكُم

ولم أَشكُ إلا منكمُ وإلَيكمُ

ولا أرتَجي فَرداً سِواكُم لِنُصرَتي

فَعَن حربِ أنصارِ العَوائِدِ صَمِّموا

ولا تَبخَسوا باللهِ قَدرَ حُقوقِكُم

بني المَغرِبِ الأقصى فأَنتمُ أنتمُ

هنا قِف قليلا بي لِتَسكُنَ لَوعتي

وَيدري يَراعي ما يَخُطُّ ويَرسُمُ

ودَعني وما يَقوَى الفؤادُ لِحَملِهِ

فقد آن أن يَنهَلَّ مِن مُقلَتِي الدَّمُ

ودَعني وذا نُصحي وإن كانَ قارِساً

وذا مَبلًَغي في العِلمِ واللهُ أعلمُ