ألا فاسمعا لي ما أعيد وما أبدي

ألا فاسمعا لي ما أعيد وما أبدي

جرى ما جرى لي لا لعمرو ولا زيد

تقطعت الأسباب لي بين شيعتي

وقرب بلادي قرب أهلي وذي ود

وأصبحت مطلوبا بأيسر ما به

تطالب أمثالي ذوي العز والمجد

وضايقني فدم يطالب دينه

وأقسم إما المال أو سكب ما خدي

ومن سوء تدبيري وشقوة طالعي

قصدت سفيها قد تقلب بالضد

فحييته والقلب مني في لظى

يثور ورب الدين خلفى كالفهد

تبسم لي حتى بدا نابه الذي

به غرني إذ قلت إنه ذو ود

فبحت له قسرا بما قد أصابني

وما ضمه قلبي من الحزن والنكد

فبدل ذاك الوجه حينا بآخر

عبوس وصار الطرف ينظر عن بعد

وسِرنا معاً لمَّا دَخلنا سَويَةً

لِمتجَرِ أشرَافٍ جَحَا جَحَةٍ أُسدِ

وإِن كَانوا لَم يَدرُوا بما هو وَاقعٌ

ولكنَّهم قد أدرَكقوا بعَضَ مَا عِندي

فأعرَضَ عنِّي الكلبُ قَصدا أمامَهم

وعَهدِي بأنَّ الكلبَ في الناسِ ذو عَهدِ

وقد راحَ بَعد لم يُجبِني بكِلمَةٍ

سَوَآ صدِّهِ ما أمَرَّهُ من صَد

نَسيتُ الذي قد كانَ بي لكآبتِي

فما قد جَرَى أنكَى وأوجعُ للعَبد

وما غَرَّني إلا لكَونِي عَرفتُه

صديقَ أخي العلياءِ والعَلَم الفردِ

وغلا فقُل لي مِن عجَائب دَهرِنا

ترَى الضِّدَّ أحيانا تَجَمَّعَ بالضِّ

سَقاني سَفيهُ الإسمِ كأسَ مذلَّةٍ

دِهَاقا بها قد صِرتُ مفتقد الرشد

وما ضرَّهُ لو أنه قد أجابَنِي

بِوجهٍ بشُوشٍ ذي اعتذارٍ على قَصدي

عَذرتُه لم يدرِ المكارمَ والنَّدى

وَذلِكَ موروٌ عن الأبِ والجدِّ

فضَاقت بىَ الدنيا وصارَ فضاؤُها

كنُقطَة شيءٍ تحتَ عينَي مُسَوَّد

ولكِن إذا ما استُحكِمَت حَلَقاتُها

أتَى الفَرَجُ المرجُوُّ عفواً بلا قَصد

ألا قبَّحَ اللهُ اللِّئامَ ومَن أتى

إليهِم ولو أدَّى به الأمرُ لِلحدِّ