أنت ماذا دهاك قل لي حتى

أنتَ ماذا دهاكَ قل لي حتَّى

بِك ذَرعا قد ضَاق رحبُ الفضَاء

وملأتَ الدنيا صُرَاخا وَواصَل

تَ طويلَ الأنين من غَيرِ داء

أنتَ لو كنتَ في الحقيقةِ صبّاً

بكَ ما تدَّعي من البُرحَاء

ما اختفَى من هَوِيتَ طرفة عينٍ

عنكَ في الأرضِ غاصَ أو في السَّماء

خلِّ عنكَ الهَوى لأهلهِ من هُم

لظباء ظلالها في اقتفاءِ

أو تبكي إذ أنَّ بَدرَ الدَّياجي

عنك ناءٍ وليسَ عنِّي بنَاء

كُلمَا قد دنوتُ منهُ قليلاً

صبغَ الوجهَ منهُ لونُ الحيَاء

وحكت حالنا رؤوسُ غُصُونٍ

في تدانيها تارةً وتَنَاء

وشَحاريرُها تغنِّي ولكن

في غنىً نحنُ عن سمَاع الغِناء

قُلتُ غَابَ الرقيبُ يا كلَّ سُؤلي

قالَ يا حسنَ غيبةِ الرُّقبَاء

قلتُ مَا لي أرَاك عنِّي بعيدا

قال بل في امتزاجِ راحٍ بمَاء

قلتُ ما لي نَبَذتُ كلَّ وقارٍ

قال لي تِلكَ عادةُ الشُّعرَاء

فَتراجَعتُ من حَيائي ولكِن

لم أجدني في رَجعَةٍ للورَاء

ذاكَ ما قد جَرى وما سوفَ يَجري

بينَنا في صفاء جوِّ الولاء

اجتمعنا على لقاءِ وُعودٍ

وافترقَنا على وعُودِ لقَاء