إن هتلير الضحايا

إنَّ هِتليرَ الضَّحَايا

صاحَ مَا بينَ البَرَايا

المَزايا في الرَّزايَا

هُوَ دِيني باعتِقَاد

وإذا أفنَى العِبَاد

بعضُهُم بَعضاً وَبَادُوا

وكسَا الكونَ سَوَاد

فَهوَ سُؤلِي والمُرَاد

رامَ هَذا الوحشُ شَرًّا

بعِبَاد الله طُرّاً

إنَّ ما يبغِيه قَسرا

دونَهُ خَرطُ القَتَاد

إن بالمُختَلِّ مَسّاً

غَرَّهُ حِلمُ فرَنسا

إذ أبت تقتُلُ نفسا

فدَعَتهُ للرَّشَاد

فطغَى المغرورُ جَهلاً

وعَن الرُّشدِ توَلَّى

قُل له من قد تَخَلَّى

عَن طرِيقِ الخَير بَاد

استَمع ما عنك يُتلَى

ستَذُوقُ اليومَ ذُلا

إنَّ سيفَ النَّصر سُلاَّّ

لَيسَ للسَّيفِ اغتِمَاد

هل ترَاه ليتَ شِعرِي

لفَرَنسَا ليسَ يَدرِي

قُوَّتَى بَرٍّ وبحرِ

وصَنَادِيد شِدَاد

ومناطيدٌ تَراهَا

حَجَبَت سُحبَ سَمَاها

وتسَامت في عُلاَها

شُهُباً ذاتَ طِرَاد

كستِ الأرضَ جنٌُودٌ

ضَاق عنهُنَّ الصَّعِيد

فهىَ نارٌ وحَديدٌ

لاقتِرَابٍ وابتِعَاد

رام تدمِيرَ شُعُوبِ

رامَ إحرَاقَ قلوبِ

رام إضرامَ حُرُوبِ

رَام تحرِيم الرُّقَاد

كم فتًى يَبكِي أَباه

وأبٍ يَبكشي فَتَاه

وأخٍ يبكِي أخَاه

حالةٌ تُبكِي الجَمَاد

كم ثَكالَى لن تَنَاما

ويتَامَى تَتَرَامَى

بينَ أحضَانِ أيَامَى

لابِسَاتٍ للسَّوادِ

ليسَ نَنسَى لفرَنسا

فَضلَها صُبحا وَمَمسَى

هُذِّبَت جِسماً ونَفسا

وهيَ مِن ذَا فِي ازديَاد

هِيَ مِنَّا وإلينا

ولهَا الفَضلُ علَينَا

فلَها ما بِيَدَينَا

من طَريفٍ وتِلاَد

إنَّما المغرِبُ شَعبٌ

حِفظُهُ للعَهدِ دأبُ

وإذا ما نَابَ خَطبٌ

هبُّ مَشرُوحَ الفُؤَاد

شَعبُنا شَعبٌ أبِيَّ

شعبنَا شعبٌ سَرِيّ

شَعبُنا شَعبٌ وفِيّ

شعبُنا شعبُ الجِهَاد

أيُّهَا القومُ الأُسُودُ

في ثَبَاتِ فَلتزِيدُوا

بنفُوسٍ فلتَجُودُوا

إنَّما المَرءُ الجَوَاد

وبإخلاَصِ الوَلاَءِ

فلتُجِيبُوا لِلنِّداءِ

مِن أمِير الأمرَاء

مُلتَجَانا والعِمَاد

ملِكِ القُطرِ المُؤيَّد

تاجُ نَصرٍ عَنه يُعقَد

هُوَ مولانا مُحَمَّد

هُوَ سُلطان البِلاد

قد زَكا فينا شُعورٌ

حينَ نَادانا الأمِير

فلتَسِيروا فَلتَسِيروا

حَقَّقَ اللهُ المُرَاد