بمقدمك الحمراء قد عبقت عطرا

بِمقدمِكَ الحمراءُ قد عَبقت عِطراً

وتاهت ونالت كلَّ مَرتبةٍ كُبرى

نعم عادَ لِلحمراءِ بعدَ غِيابِه

فَتيهِي على الأقطارِ يا بَلدةَ الحَمرا

نعم عادَ مَحفوفاً بكلِّ عِنايةٍ

ولن تعدمَ الحسناءُ تَقليدَها الدُّرَّا

ألا أيها الباشا التهامىُ ذو العُلى

ومِن بينِ أربابِ الصُّدورِ غَدا الصَّدرا

ومَن جودُه يُنسيكَ مَعناً وحاتِماً

ومَن صيتُه قد جاوزَ البَرَّ والبَحرا

تَيمَّنتَ بيتَ اللهِ تَقضِي مَناسكاً

بِلاعجِ شَوقٍ لا تُطيقُ له صَبرا

فأرضيتَ ربًّا قد دعَاكَ لبَيتِهِ

وجَدُّكَ إذ وافيتَه زائراً سُرَّا

ولكن تأسَّينا بِشبلٍ تَرَكتَهُ

فمَثَّلَ منكَ الحَزمَ والعزمَ والنَّصرا

فلم يَخف عنه من دقيقِ سياسةٍ

فَيا مُرهُم جَهراً ويرقُبُهم سِراًّ

تَبارَكَ رَبُّ العرشِ واهِبُ حُكمِه

لِمَن يَصطفِيه من خلائقِه طُرَّا

فما غِبتَ عنَّا حين فينا تركتَهُ

وما كنتَ إلا الشمسَ خلَّفتِ البَدرا

أشاعرَ مِصرٍ إنَّني منكَ غَائِرٌ

تُزاحِمُ في مَمدوحِه شاعرَ الحَمرا

فُؤادَكَ خُذ واترك فُؤادي فإنَّني

أزُفُّ إليه كلَّ قافِيةٍ عَذرا

بلى إنَّ قولَ الشِّعرِ منكَ لواجِبٌ

لأنَّكَ قد ألفَيتَ للدُّررِ النَّحرا

هما كَفَّتا الميزانِ فانظُر إليهما

إذا رجَحت إحداهُما طاشتِ الأُخرى

ولا تَستمع قولَ الوشاةِ وإفكَهُم

وتَشويهَهُم وجهَ الحَقائق بي مَكرا

فقد خَبُثوا نفسا لها الشَّرُّ حِرفةٌ

وإن خَبثَت نفسُ الفتى احترفَ الشَّرَّا

فلم أنسَ يا مولاي إنقاذَ مُهجَتي

وقد نشبوا في مُهجتي النَّابَ والظُّفرا

ولولا جَناحٌ من حِماك يُظِلُّهُم

سَقيتُهُمُ سُمًّا وأصليتُهم جَمرا

ولكن حِمى المَولى عزيزٌ مُقدَّسٌ

ومَن ذا الذي يَقوى ليَنظُرَهُ شَزرا

وأولَيتَني بِراًّ أنَألَهُ حافظٌ

وحاشا معاذ اللهِ أنسى له ذِكرا

فدُم سَنَداً لي إنَّ قُربَك مُنيتي

وإنكَ لي كنزٌ ثَمينٌ ولا فَخرا

وإنكَ لي مولىً به أنا فاخِرٌ

وما أنا إلا عَبدكَ الشاعرَ الحًرَّا

وقد هجمَ الصَّيفُ المُذيبُ لٍِصحَّتي

علىَّ فأرجو رُخصةً منكَ لي شَهرا