بنعي أمير الشعر قد واصلوا النعبا

بِنعي أميرِ الشِّعرِ قد واصَلوا النَّعبا

إلَى أَن أمِيرَ الشِّعرِ حقا قضَى النحبَا

قضَى نَحبَه والأمرُ للهِ وحدُه

علَى ما أصابَ الضادَ فافتقَد القَلبا

وللموتِ سهمٌ بالعراق يُرِيشُه

ويَرمِي فيُصمي سهمَه الشرقَ والغربَا

تلَظَّت قُلوبُ العالَمين بفقده

وضاقَ مجَال الشعرِ

فللشِّعرِ ما لِلقلبِ يصبِرُ جَهدُه

وللقلبِ ما للشَّعرِ يندُبه ندبَا

ولَم يبقَ بعدَ اليومِ إربٌ لديه إذ

بقاؤُكَ قبلَ اليومِ كانَ له إربَا

وما الشِّعرُ إلا ذَوبُ قلبٍ تصُوغُه

لتسكُبَه في قلبِ سامِعه سَكبَا

وما الشِّعرُ إلا وحيُ سحرٍ بَل أنَّه

على السِّحرِ في أخذِ النُفُوسِ لقد أربَى

بَدا في خَفاءٍ واختفَى في ظُهورهِ

وما الموتُ خطبٌ إِن يُلمَّ ببعضِنا

وإمامُهُ بالبعضِ أعظِم به خَطبا

جَميلَ الزّهَاوِي ما تركتَ لِشاعِرٍ

درَّاكٍ على بُعدٍ فأفعَمتَه حُبَّا

وكَم شاعرٍ قد جَاءني بِقَريضِه

فأمعنتُ فيه ثم قلتُ له تبَّا

تَوسَّدتَ قلبِي ثُم نِمتَ ولم تَمت

فمَا ماتَ مَن صار الفؤادُ لَهُ تِربَا