خطب جسيم فتت الأكبادا

خَطبٌ جسيمٌ فتَّتَ الأكبَادا

ومُصَابُه قد أسقَم الأجسَادا

وَجرَت عيونُ الدَّمعِ عندض حلُولِه

وغدَا لباسُ العالَمِين سوَادا

فُزَعَت بَنُو المِزوارِ أشرفَ عُنصرٍ

وأجَلَّ مَن شَاد الفَخَارَ وسَادا

بالقائِد السَّمحِ الكَرِيم أرومةً

المُفتفِي الآباءَ والأجدَادا

بالأمسِ كانَ مقَامُه فَوقَ السُّهَا

واليومَ صار له الترابُ وِسَادا

فأثارَ في الأعمَاق حُزنا كَامِنا

قد عمَّمَ الأغوَار والأنجَادَا

سِيمَا لدَى المولَى عَميدِ أُمُورهِ

وصَداهُ إِن عندَ الشَّدائِد نَادى

عَمٍّ تَزايدَ عطفُهُ وحُنُؤُهُ

حتَّى على عَطفِ الأبُوَّةِ زادا

لو كَان يَفدي كلُّ خِلٍّ خِلَّهُ

لَفَدَى بأنفَسِ ما لَديه وزَادا

لو رُمتَ مِن غُرََر المحَاسن والمَكَا

رمِ أن تزيدَه ما استَطعتَ مَزَادا

مولاي صبراً فالمُصَابُ بفقدِه

جرحٌ وصَبركَ فاتَّخِذه ضِمَادا

قد كَان خيرَ خليفةٍ لك مُخلِصٍ

وعنِ الأوامرِ مِنكمُ ما حَادا

وبظلِّكُم قد نالَ أرفعَ رُتبةٍ

ووَقيتُموه عُداتَه الحُسَّادا

وَبقيتَ خيرَ ذخيرَةٍ من بعدِه

لأجَلِّ عائلةٍ ودمتَ عِمَادا

إن غابَ شمسٌ من بني المِزوارِ تُش

رِقُ أشمُسٌ لكَ سمِّيَت أولادا

فالله يُبقِي سيِّدي ويُديمُه

حتَّى تَرَى أبناؤُه الأحفادَا