ذا اليوم تحسد مجده الأيام

ذا اليومُ تَحسدُ مجدَه الأيامُ

هو سيِّدٌ وجميعُها خُدَّامُ

يومٌ أُضيفَ إلى المَليكِ محمدٍ

تاجٌ على الأيامِ وهىَ الهامُ

يومٌ تجلَّى حُبُّنا فيه لِخَي

رِ مُتَوَّجٍ سارت به الأقدامُ

يومٌ به نبضَت قلوبُ رعيَّةٍ

فوُجوده هو لِلحياةِ لِزامُ

والشَّعبُ إن يَنبِض بحُبِّ إمَامِهِ

فالشعبُ شعبٌ والإمامُ إِمامُ

لولاهُ لم يَسمَح به تاريخُ مغ

ربنا وعنه لا يُماطُ لِثامُ

يا عًرشُ هذا عيدُك المرجُوُ أو

يا عيدُ هذا عرشُكَ البَسَّامُ

بِكُما لقد طالَ الفِراقُ وأنتما

لِكِليكُما بِكليكُما تِهيامُ

فتعانقَا قدرَ النَّوى طولاً وهل

إن طال تعناقُ المُحِبِّ حرامُ

أيُّ الملوكِ له كيومِ مَليكٍِنا

علمتَ بذا الأعرابُ والأعجامُ

كلُّ القُلوبِ عُروشُه وعليه قد

رَفَّت منَ السِنَةِ الثَّنا أعلامُ

يَصبو إليه العيدُ بعدَ فِراقِهِ

ويَودُّ لو منهُ يطولُ مُقامُ

يَرجو الرُّجوعَ إليه قبلَ أوانِهِ

لكن لأَيَّامِ الزمانِ نِظامُ

أوَ مَا تَراهُ سائراً مُتَلفِّتاً

وله الوراءُ لَدى المَسيرِ أمامُ

سَتَجُرُّ ذَيلَ الفَخرِ بعدَ ثَلاثَةٍ

زَهواً وأيامُ الفَخام فَخَامُ

يا عيدُ إن تُقبِل فإنَّكَ كامِنٌ

بِفُؤادِنا حتى يَدورَ العامُ

قد شئتَ أن تلقاهُ أبلجَ طاهراً

فَهَمى عليكَ منَ السَّماءِ غَمامُ

أم تلكمُ مُراكشٌ ذَكرت عُهو

دَكَ فالدُّمُوعُ على العُهودِ سِجامُ

ما السِّرُّ في ذا اليومِ ظَلَّ مُحَجَّباً

ضَنَّت به الأحقابُ والأَعوامُ

ألسرُّ أنه مِثلما لِخَفائِهِ

بَدءٌ ظُهورُه ما إليهِ تَمامُ

فيهِ تصَافحتِ الأكُفُّ ولِلقُلو

بِ تَصافحٌ من قَبِلها وسَلامُ

ومَنِ الذي لا يَزدهي ولوَ أنَّهُ

جيمٌ وباءٌ بعدَه واللاَّمُ

ومَواكبٌ منها تَغارُ كواكبٌ

إذ ليس في ليلٍ لهُنَّ ظَلامُ

فيه الأميرُ أبو عليَّ قد صَبَا

من تونُسَ الخَضرا إليه وِسامُ

ألمجدُ مثلُ الحُسنِ يَعشَقُ بَعضَهُ

وكذاكَ تَصبو لِلكرامِ كِرامُ

فيه منَ المَلكِ المُفَدَّى قد تَجَل

لَى الجُودُ والإِحسانُ والإنعامُ

إن ضاءَ منهُ فِرِندُهُ فاحذَر غِرا

رَهُ غاضِباً لِلدِّينِ فَهوَ حُسامُ

لا تَأخُذَنهُ فيه لومةٌ لائمٍ

وكذلك الإيمانُ والإسلامُ

فخرُ الأشاوسِ من مُلوكٍ سُبَّقٍ

إن يُرخَ في ساحِ الفَخارِ زِمامُ

خلَّدتَ مجدَ جدُودِكَ الصِّيدِ الأُلى

نامُوا بلى وكَأنَّهم ما ناموا

ذِكرى يُردِّدُها الخلودُ عليهمُ

مِن سَيِّدٍ سادت بهِ الأيامُ

دُم للتَّهاني يا مليكُ يَزُفُّها ال

خُطباءُ والشعراءُ والنُّظَّامُ

وبعودةٍ مِن رِحلَةٍ مَيمونةٍ

قد حَفَّها الإجلالُ والإعظامُ

فاهنأ أيا مولاي وابشِر إنَّه

عينُ العِنايةِ عنكَ ليس تَنامُ