زارت ضيوف النيل منا المغربا

زَارت ضٌُيوفُ النيلِ منا المَغربَا

يا مرحباً بضُيوفِنا يا مَرحبا

زُرتُم ربُوعا طالَما حنَّت لكُم

شوقاً وأرسَلَتِ الغزِيرًَ الصَّيِّبا

ألفنُّ يروِي عنكُم مثلَ الذِي

يروِي نسيمَ الصُّبحِ عن زهرِ الرُّبَى

كم أبدَعُوا مِن آيةٍ في فنِّهِم

ونَجِيبُهم من فكرِه كَم أنجَبَا

ما مُعجِزات الفنِّ إلاَّ عندهُم

صدِّق إذا مَا شِئتَ ألا تَكذِبَا

أبهَجتُم منا نُفوسا طالما

كَرَبَت وحُقَّ لِنفسِنا أن تَكرُبَا

ألهَمُّ داءًٌ في النفوسِ مُخَيَّمٌ

بسِوى سَمَاعِ فُنُونهِم لن يَذهَبا

المُنصِتُونَ إليهمُ في نشوةٍ

والناظرُون إليهِمُ حلَّوا الحُبَى

لَم يبقَ فينا مِن جبِين قَاطِب

لمَّا انبرَى منه الجبِينُ تًَقطَّبَا

يَبكِي فيضحَكُ ثم يضحَكُ سِاخِرا

فيعُودُ مُضحِكُنا أشدَّ تَطرُّبَا

هذا النجَاحُ وهذِه غَايَاتُه

ليسَ النَّجَاح لِمُبتغِيه بأصَعَبَا

أكِرَامَ أبنَاءِ الكنَانةِ قَلبَنَا

مِنهُ حَلَلتُم بالمكانِ المُجتَبَى

وأردتُمُ تَودِيعَنا من بَعدِما

أنِس الفُؤادُ بِكُم وزادَ تَحبُّبَا

هلا أقمتُم ريثَمَا يَشفِي الفَؤا

دُ غليلَهُ ويذوقُ فنّا أَعذَبَا

اللهُ يعلَمُ كيفَ حالَت حالُنا

من بعدِكُم يا ما أشَقَّ وأصعَبا