شبل القساور من أبناء مزوار

شِبل القَساورِ من أبناءِ مزوارِ

ومَن يُفَدَّى بِأسماعٍ وأبصَارِ

ومن تَعاظمَ قَدراً في سماءِ عُلاً

ومَن سَرى صيتُه مَسيرَ أنوار

أعظِم به سيِّداً لاحت سِيادَتُه

فَطبَّقَ الذِّكرُ منه كلَّ أقطار

قد زانَ أخلاقَه المُثلَى طلاقَتُه

فالطبعُ منه كمثلِ السلسلِ الجاري

أو كهُبوبِ نسيمٍ هبَّ في سَحَرٍ

مِن روضةٍ بوكرَت بالغيثِ مِعطار

كم من أخي حاجةٍ كفاهُ أسعدُنا

فاليُمنُ يُمناهُ واليُسرى لإِيسارِ

للَّهِ لِلهِ إبراهيمُ تُبصرُه

يَنهَى ويَامرُ في ناهٍ وأمَّارِ

تَرى حصافةَ رأيٍ في بداهةِ حُك

م في فِراسةِ ذِهنٍ ساطِعٍ وارِ

لم يخفَ عن فِكرِه أسرارُ باطنِهم

كأنما فكرُه في كلِّ أفكار

يزيدُ هيبتَه إشراقُ طلعَتِه

إنَّ السَّنا والسناءَ طَبعُ أقمار

وكيف لا وهو فرعُ الأصلِ مِن رَجُلٍ

قد فاقَ قدرُه قَدرَ كلِّ مِقدار

نجلُ التهامي العِصاميِّ البعيدِ مَدىً

فخرِ الأفَارقةِ الحامي حِمى الجارِ

والشبلُ إذ يَقتَفِي الآسادَ لا عَجَبٌ

وماءُ زهرٍ ألم يَطِب مِنَ أزهَارِ

لم أنسَ إذ عَادني في السُّقمِ عائِدُهُ

فزالَ عن إثرِه سُقمي وأضراري

لم أنسَ قولتَه لي حينَ أبصَرني

مُسَلِّياً مُبدياً أخلاقَ أحرارِ

حاشا لمثلي جميلَ الصنع يُنكِره

فليس يُنكَر إلا عندَ أشرَارِ

مَن خَبُثَت منهمُ لُؤماً نُفوسُهمُ

فليسَ تغسِلُها مِياهُ أنهار

قد أطلَقوا في الأديبِ سمَّ ألسُنِهم

ولم يُزاحمهم في جَمعِ دينار

مع كلِّ ذي نِعمةٍ هذاكَ دابُهُمُ

فإنهم ما نَسَوا أيامَ إعسار

ما دمتَ تُسدي إليهم مِن صَنيع يَدٍ

إلا وزادَ الحشا ناراً على نارِ

فاسلَم ودُم يا أبا الخيراتِ مُكتَنفاً

مُحصَّناً في حِمى المُهيمنِ الباري