شرط العظيم وصفه بالمهتدي

شَرطُ العظيم وصفُه بالمُهتَدِي

لدينه بعَمَلٍ مُؤيَّدِ

مُدِّثرا مزَمِّلا بالسُّؤددِ

بالبذلِ والنَّوالِ فيَّاضِ اليَدِ

شادَ مقَامَه همامُ الفرقَدِ

مِثل التَّهامِّي الهُمام الأوحدِ

كم بَات ليلتَه في تهجُّدٍ

يَضرَعُ للفردِ العَليِّ الصَّمَدِ

يَرزُقه التوفيقَ طُولَ الأبدِ

في السَّير في هدي النَّبِي محمَّدِ

أمدَّهُ اللهُ بعون مُسعِدٍ

له علَى فِعلِ المُفيد الأفيَد

في الدِّينِ والدنيا ويَومَ الموعدِ

إنَّه للأخرَى أخو تَزَّودِ

كسَاه في غَيبتِه ومشهَدٍ

بِهَيبةٍ تَفرِي قلوبَ الأسَدِ

وخُلقٍ يَضوعُ كالزهر النَّدِيِّي

ذِكرُه في الأفواهِ عَذبُ المَوردِ

كأنه الزُّلالُ في فمِ الصَّدِيِّ

والعِلمِ والتَّقوَى ونُبلِ المَحتِدِ

والحِلمِ بالعادةِ لا التَّعوُّدِ

وسَيِّدُ الأخلاقِ حِلمُ السَّيِّدِ

هذا لعمرُ الحقِّ وصفُ مَن هُدِى

وواجِبٌ بِفعلهِ أن نقتَدِي

إِن كان من يبغِي طريقَ السُّؤدَدِ

وَيُسعِدَنَّ حالَه وَيَسعَدِ

أَمّا الَّذي لا يَقتَدِي بِالمُهتَدي

ولولَه قد كان خيرَ مُرشِدِ

وطالَما النصحُ له منه سُدًى

لنِفعهِ ليسَ لأدنَى مَقصِدِ

وَهوَ عنِ النُّصحِ أخو تَمرُّدٍ

بالشُّحِّ والتَّقتير محجوبُ اليدِ

لا فرقَ بين كفِّه والجُلمُدِ

أقولُ في وصفِه ذا الوصفَ الرَّدِى

أنشِد له وأنشدَن وأنشدِ

قَدنِىَ مِن نَصرِ الخُبَيبيَنِ قَدِي