صيف الصويرة كالشتاء بغيرها

صَيفُ الصَّويرةِ كالشِّتاءِ بِغيرها

ومَصيفُها كشِتائِها في حَرِّها

لا شيءَ أنعشُ للفؤادِ كما إذا

هبَّ النَّسيمُ بِبَرِّها من بَحرِها

والبَحرُ مُمتَثِلٌ لِطاعَةِ أَمرِها

وإذا طَغى يوماً يُرجَّعُ صاغراً

حتى تُقبِّلَ موجُ يَدَ صَدرِها

فيعودُ مُبتهِجاً وصوتُ هَديرِه

يَحكي نشيدَ الغانياتِ لِشعرِها

فيعودُ مسروراً بنَيلِ رِضائِها

وهديرُ مائِه مُفصحٌ عن شُكرها

قد يسحَرُ الألبابَ منظرُ شَكلِها

أبهِج بها وبِشكلِها وبسِحرِها

وأفاضلٌ حلُّوا بها مامِثلُهم

مِن فاضلٍ في بأسرِها

فهِلالُها وفقيُهها وشَرِيفها

وأمينُها

وأمينُها الوَرزازيُ النَّدبُ الرِّضى

حِلفُ المَكارمِ والرَّئيسُ بِثَغرِها

يَتساءلُ الرُّكبانُ عنه إذا أتوا

مِن بلدةِ الحمراء أو مِن قُطرِها

إن كنتَ مُصطافا فلستَ بمُصطَفٍ

فَرسخاً عن شِبرِها

وبهَا مِن الجِنس اللَّطيفِِ كَواعبٌ

تَختالُ في حُمرٍ البُرودِ وخُضرِها

أجفانُها جَزَمَت بنَصبِ حُشاشَتي

هُدباً وقد رفعت لأسهُمِ كَسرِها

بِعذارِه شَعراتُ طعنٍ لم تَزَل

في مُهجَتي يَلعَبنَ أتقنَ دَورِها

يَمَّمتُها وبرُفقَتِي عِصابةٌ

يَذكو أريجُ المِسكِ ساعةَ ذِكرِهَا

فَمُوَفَّقٌ

تَزهُو به مُراكِشٌ عن غَيرِها

ما انفكَّ عن طَلبِ العُلُوم مُثابِراً

حتَّى تَحلَّى جيدُه من دُرِّهَا

تَتَتابعُ الأمواجُ

فتَرى عليلَ هوائِها في إثرِها

يا ليتَ شِعري هل أفوزُ بِعصرها