عبد ببابك خده قد عفرا

عبدٌ بِبابكَ خَدُّه قد عَفَّرَا

حاشاكَ تَسمَعُ فيه قولاً مُفتَرى

عبدٌ عَلِمتَ وفاءَه وصفاءَه

حاشا لِذاكَ الصَّفوِ أن يَتغيَّرا

عبدٌ تكوَّنَ من صنيعِكَ شَخصُه

حاشاهُ يَجحدُ صُنعَكم أو يُنكِرا

حاشا لأجني مع ضَميري زَلَّةً

إنَّ الضميرَ عنِ الجَزا لن يَصبِرا

إنَّ الضميرَ عِقابُه في حينِه

إنَّ الضميرَ ذُنوبُه لن تُغفَرا

مولايَ يَا من جودُهُ ووُجودُه

قد أوجداني ماثِلاً بينَ الوَرى

إن كنتُ في أوجِ العلا متربعا

ونزلتُ للدَّرَكِ الحضيضِ منَ الثَّرى

فَلأنتَ وحدَك مَن يَرُدُّ مَكانتَي

ويُعيدُ منزلتي إلىَّ وأكثَرا

في أيٍّ كَسرٍ لم تَكُن لِىَ جابراً

وبأيِّ كَربٍ لم تَكُن لي مُؤَزِّرا

رغماً عنِ الأعداءِ مَن راموا سوى

أن يَستَغلُّوا نكبتىَّ لأُقهَرا

ألبعضُ شَوَّه في الكلام حَقائقاً

والبعضُ في اتِّهامه ما قَصَّرا

والبعضُ أجمعَ أمرَه وأتى إلي

كَ مُلفِّقاً لِفُجورِهِ ومُزَوّشرا

والبعضُ أصبحَ نافراً مِنِّي ولو

عرفَ الحياءُ جَبينَه لن يَنفِرا

راموا بِذا إخضاعَ نَفسٍ لم تَكُن

خَضَعت بِغيرِ حِماكَ يا أسَدَ الشَّرى

حاشا لِنفسي أن تَلينَ قَناتُها

وقناةُ أنفِسهم تُمَسُّ فَتُكسرَا

خُبثٌ بطينَتِها قد ارتشى عُودَها

فاعجُم بِحقِّك عودَها حتى تَرى

قد هالَهُم من بعد حَبسي صولةٌ

يَقوى زئيرُ اللَّيثِ إن هو أخدَر

ألليثُ ليثٌ مُخدِراً أو مُشمِساً

والعَضبُ عَضبٌ مُغمَداً أو مثشهَرا

قُل لِلعَذولِ علىَّ أصبحَ عاتِباً

لا تَعترِض فيما القَضاءُ به جَرى

ما حِيلَتي في دمعةٍ إن كانَ في

أُمِّ الكتابِ علىَّ ذاك مُسَطَّرا

هذا عَزائي والعزاءُ لِكلِّ مَن

كوبٍ رِضَاهُ بما عليه مُقَدَّرا

صاغوا عقودَ مدائحٍ وأنا الذي

قد صُغتُ من حَبَّاتِ قلبىَ جوهرا

ماذا القريضُ يقول فيمن صَيَّرَ الر

حمنُ قَدرَه مِن قَريضي أكبَرا

لم يَخلقِ اللهُ التهامىَ في الورى

إلا لِيَسمو في العلاءِ ويُنصَرا