عدو الحق عند الناس طرا

عَدَوُّ الحق عند الناسِ طُرَّا

ثَقيلٌ لا يُعادِلُه ثَقيلُ

ومَن كلُّ العُيونِ إذا رأته

عليهِ المَقتُ مُنهِمرٌ هَمُولُ

تخالَطَ بالأُسودِ هنا وكانَت

عَليه كِلابُ بلدَتِه تَبُول

لَه رِجلاَ بعيرٍ في اختِبَاطٍ

إذا أمَّ الوَلائمَ يستطِيلُ

وعيناهُ كَهِرٍّ في رمادٍ

رأى كَلباً فَخامرَه الجُفولُ

فقد قالوا عدُوُّ الحَقِّ كلبُ ال

ولائِم بيننا رجَلٌ دَخيلُ

لَعمري كلُّ ما قالوهُ حقٌّ

ومدحُكَ لليهودِ لنا دَليلُ

وللأشراف والعلماء فينا

نرى كلب الولائمِ لا يميلُ

على أجداده الدُّخلاءِ فينا

من اللعناتِ شُؤبوبٌ هطولُ

إليكم يا بني الحمراءِ نُصحي

فنصحي بالرشاد لكم كفيلُ

إذا كلبُ الولائم جاءَ يوماً

إليكم يبتغي أكلاً فقولوا

أيا كلبُ الولائمِ لا سبيلٌ

إلى إدخال مثلك لا سبيلُ

فما أدخلتموه يقولُ إلا

لخوفِ لسانه فيكم يطيلُ

لقد ألبستمونا ثوبَ عارٍ

وقيل لنا عزيزكم ذليلُ

فأفضلُ من حييكم وقوحٌ

وأمجدُ من كريمكمُ البخيلُ

فما جر البخيلُ لنا ملاماً

ومنا قيلَ قد سَخُفَت عُقولُ

أترضى الشتمَ فينا من دخيلٍ

فلا عشنا ولا عاش الدخيلُ

يكونُ على طعامِكَ ذا التقامٍ

ونَعلمُ أنه وحشٌ أكولٌ

وطرفُهُ جائلٌ في كل نقصٍ

وفكرهُ في المحاسن لا يجولُ

فيخرجُ قاصداً لسواكَ يحكي

ويكذبُ حين يعدمُ ما يقولُ

ونعلمُ كل ذاك وحين يأتي

يعودُ له لمنزلِنا دُخولُ

لَعمري نحن بالتقريعِ أولى

وهذا العارُ عنا لا يَزولُ

أتى الخِنزيرُ بلدَتَنا ذَليلاً

فأدرَكَ سُؤلَهُ فيها الذَّليلُ

وصادَفَ زَوجَةً فُجِعت بِزَوجٍ

يَتاماها لهم إرثٌ يَئولُ

فَخادَعها اللَّعينُ فما تَوانى

إلى أن باتَ وهو لها حَليلُ

وعاش بِإرثِ أيتامٍ صِغارٍ

يَتامى رِزقُهم رزقٌ ضَئيلُ

ولم يرفُق بها في الصَّرفِ لكن

عَدوُّ الدِّينِ رِفقُه مُستحيلُ

قضاءُ اللهِ حلَّ بها فماذا

يُقالُ إذا القَضاءُ له نُزولُ

وإن شئتم عذاباً فوقَ هذا

أزيدُ كُموهُ واللهُ الكفيلُ

يُدَرِّسُ في مَدارِسنا جَهولٌ

يقولُ وليسَ يَفقَهُ ما يَقولُ