قد أثرتم لواعجا وشجونا

قَد أثَرتُم لواعِجاً وَشُجونَا

وَهوىً كَان فِي النُّفُوسِ دَفينَا

زُرتُمُونَا أبناءَ مصرٍ فَألفَي

تمُ خَيرَ الإخوانِ إذ زُرتُمُونا

وَرَأينَا منَ الفُنُونِ جَمالاً

ورَأينَا منَ الجَمالِ فُنُونَا

ورَأينا التَّجدِيدَ في الفَنِّ وال

فَنُّ بِغَيرِ التَّجدِيدِ لاَ يَعنِينَا

ورَأيناكِ فَاطِم فَرَأينا الس

سِحر لكن سَمَّوهُ فيكِ فُتونَا

إن تَثَنَّت غُصناً تَغنَّت هَزَارا

فَوقَه بِغِنَائِهِ يُشجِينَا

هل رَأيتُم مِنَ الغُصُونِ طُيوراً

هل رَأَيتم مِنَ الطُّورِ غُصُونَأ

وَرَأينَا فَواتناً نابغاتٍ

ورَأينَا نَوَابِغاً فاتِنينَا

وَرَأينَا الشُّحرُورَ يُعدِ مُنَا شَد

واً فإِن رَدَّدَ الغِنَا يُحيينَا

وَجَمالُ الجَمالِ خِفَّةُ رُوحٍ

وَبتلكَ اتَّصَفتُمُ أجمَعينَا

ثم عبدُ العزيزِ فِي الذَّوقِ والت

تَنسِيقِ وَالتَّنظِيمِ الذي يَسبينَا

فِيهِ تُجلَى لَطافَةُ الذَّوقِ مِمَّا

يَترُكُ المَرءَ ذَاهِلاً مَفتُونَا

مَلِكُ المُضحِكِينَ عَبدُ نَبِيٍّ

هُو وَالله مَالكُ المُضحِ

خفَّ روحاً وخفَّ وَزناً فإن هب

بَ عَلى النفسِ خِلتَهُ أُكسِجِينَا

حِينَ يَبدو يَبدو السُّرُورُ وتَبدُو

بَهجةٌ تُفرِح الفَتى المَحزُونَا

مَا على ذِي الأَحزَانِ إلا يَراهُ

فإِذَا بِالحَزِينِ ليسَ حَزِينَا

يَترُكُ المَرءَ فِي ذُهُولٍ وتَأثِي

رٍ كَأنَّ الإِنسَانَ جُنَّ جُنُونَا

قَد أَلِفنَا ثَدىَ الفُنُونِ رَضاعاً

فارحَمي فَاطِم وَلا تَفطِمِينَا

إئتَلَفنَا بكم فَرُمتُم رَحيلاً

أَو بَعدَ ائتِلافِنا تَهجُرُونَا

أَهلُ مُرَاكِشٍ رِقاقُ قُلُوبٍ

رَاقِبُوا اللهَ أيُّهَا القَومُ فِينَا

فَاطِم لا تُخَيِّبِي ظَنَّنا لا

خَيَّبَ اللهُ فِي مُناكِ ظُنونَا

إِنَّما نَحنُ فِي الحَقِيقَةِ جِسمٌ

حَلَّ فِيه الباشَا رُوحاً أمِينا

أىُّ إِسمٍ كَاسمِ التهامِيِّ فَالأَر

ضُ لَدَى ذِكرِهِ تَرِنُّ رَنينَا

سَيِّدٌ يَعبَقُ المكَانُ لدى ذِك

رِهِ نَشراً يُفَاوِحُ النِّسرِينَا

هوَ فَخرُ التَّاريخِ كم به باهى

مَا مَضى مِن عُصُورِهِ الغَابرينَا

كم بهِ فَاخَرنا سِوانَا ولَمَّا

شَاهَدوا صدقَ قَولِنَا شَاركُونَا

فَعُيُونٌ مِن هَيبَةٍ شَاخِصاتٌ

وَقلُوبٌ إلَيه حَنَّت حَنينَا

رَبَّنَا فَلتُدِمهُ فَخراً وَذُخراً

رَبَّنَا فَلتُدِمهُ حِصناً حَصِينَا

ليس غيرُ الدعاءِ لي من جزاءٍ

فلتقولوا أنتم معي آمينا