لله أيام مع الأحباب

للِه أيامٌ معَ الأحبَاب

مرَّت كطيفٍ أو كومضِ شِهَابِ

لله هاتِيك المجالسُ عُطِّرت

بفرَائٍدٍ مَوصولةِ الأسبابِ

قَسَماً بها وبحُسنِها مازانَها

إلاَّ مدائحُ سيدِ الأترَابِ

لو كان مِن تربٍ هُنالك للتِّها

مي الفَذِّ في الأعجام والأعرَابِ

لم تَخلُ هاتيكِ المجَالسُ لحظَةً

من ذِكرِه بالفخرِ والإعجَابِ

تُتلَى بها آيُ المحَامدِ والثَّنَا

فتَميلُ كالصَّهبَاء بالألبَاب

والقومُ بين مُرَدِّدٍ أو حافِظٍ

أو نَاسخٍأو مُستَبينِ صوابِ

مِن كُلِّ ذي أدَبٍ يَدلُّ جبينُه

عمَّالَهُ مِن رقَّةِ الآدابِ

والشعرُ مثلُ البابِ والذِّكرُ الجمي

لُ كَمنزلٍ فَدخولُه مِن بَابِ

لا سيمَا في مَدحٍ أروعَ إِن يُشر

تأتِي إشَارتُهُ بفصلِ خِطابِ

يُعطِي بغيرِ حسابٍ إن يَمَّمتُه

وَمِنِ الذي يُعطي بِغيرِ حِسابِ

انظُر أثَيلَ المَجدِ في أوجِ العُلاَ

وأثَالةَ الأحسَاب والأنسَابِ

يا سيدَ الكُبرَاء والعظَماء يَم

لِكُ سيدَ الشعراءِ والكُتَّابِ

دَعنِي أُرتِّل مِن مدائحِكَ التِي

تُتلَى مدَى الأيَّامِ والأحقَابِ

ويَضُوع نشرُ المسكِ بينَ سُطورِها

بِبلاغَةٍ تسمُو سُموَّ حبَابِ

ما العضبُ يُفرِي وحَده مهمَا مضَى

فالعَضبُ مُفتقِرٌ إلى ضرَّابِ

وأنا الذِي بوُجودِكم وبِجودِكم

مازِلتُ ذا عِزِّ رفيعَ جَنَابِ

لَولا كُمُ لَعَبَت بنا أيدِي الزَّما

نِ وجرَّ عَتنا مِن كؤوس الصَّابِ

ما زلتُ أشكرُ فضلَكم وصنيعَكم

حتى تُوَارَى جُثَّتِي بتُراب