لما استقام ولم يفز بمرامه

لَمَّا استقامَ ولم يَفُز بِمَرامِهِ

إعوَجٌّ كي تُقضَى لهُ الأوطارُ

وكذا الزَّمان فَمُستقيمٌ خائبٌ

وأخو اعوِجاجٍ نال ما يَختارُ

يَختارُ مَن بَينِ الدِّنانِ كَواعباً

مِنهنَّ أجيادُ الظِّباءِ تَغارُ

من كلِّ عَذراءٍ كَعابٍ رأسُها

يَعلوهُ من فَرطِ الحَياءِ خِمارُ

وعليه فَضُّ خِتامِها قَسراً وإن

عَلِقَت بِوَصمَةِ فِعلهِ الأنظارُ

لولاهُ ما طابَ السُّرورُ لنا وما

دارت على جَمعِ السَّراةِ عُقارُ

يسعى بها حُلوُ الدَّلالِ إذا يتي

هُ كمِعصَمٍ وله العُيونُ سِوارُ

ألمى تَأَلَّق طلعةً مِن لُطفِه

رقَّت لوَصف جَمالِه الأشعارُ

يا رُبَّ ناهٍ ناصِحٍ لي مُرشدٍ

قد ضَلَّ سَعيُه إنَّه أمَّارُ

أمُعَذِّباً بِحَديثهِ أفكارَنا

أشفِق عليها إنَّها أفكَارُ

ما بي سِوى وطنٍ عَقيمٍ يَرتَجي

أبناءَ تَهذيبٍ عليه تَغَارُ

روحُ التَعَصُّبِ قد فَشَت في شِيبِه

وشَبابُه نحوَ التَّزندُقِ ساروا

وكذا تَضيعُ حَقائقُ الأشياء في ال

إفراطِ والتَّفريطِ وهو بَوارُ

ما حُزنُ يَعقوبٍ على ابنِه يوسفٍ

أو حُزنُ قائلَةٍ برَأسِه نارُ

بأشَدَّ مَن حُزني على وَطَني الذي

هو ما عملتَ وربُّنا قَهَّارُ

آهٍ على هذا الزَّمان وأهلِه

آهٍ على مَن فِيهمُ يَمتارُ

نارُ الجَحيمِ بِقلبِهم ولِسانُهم

جنَّاتُ عَدنٍ تَحتَها الأنهارُ

خَبُثَت سَريرَتُهُم وعَزَّ صَفاؤُهُم

فَتَشابَه الأخيارُ والأشرارُ

لَؤمُوا وإن جادَ الزَّمانُ بِفاضِلٍ

إنكَارُ فَضلِه ماله إنكارُ

فتَجارِبي قد حذَّرَتني منهمُ

إن التَّجارِبَ يا أخي مِعيارُ

فارفق بِنَفسك يا مُحاوِل غايتي

فَالمَهرُ مَهرٌ والحِمارُ حِمارُ