ما لمراكش تفيض سرورا

ما لِمُراكشٍ تَفيضُ سُروراً

وأهَاليها باسِماتٍ ثُغورا

وغَدا الكُلُّ طافِحاً بابتهاجٍ

وغَدَا طرفُهُم جميعاً قَريرا

وتَراهُم ما بينَ همسِ وجَهرٍ

عن سُرورٍ مُعَبِّراً تَعبيرا

فَكبيرٌ يُحَدثنَ صَغيراً

وصغيرٌ يُحَِدثنكبيرا

قيلَ باشا الحَمرا المُسَدَّدُ رأياً

والذي صيتُه كسا المَعمورا

قد أنابَ ابنهًَ المُهذَّبَ عبَد الصَّادِق

الصادق الأعَزِّ نَظيرا

فلِهذا ترى العوالِمَ تَزهى

وتَرى الكُلَّ باسماً مَسرورا

وُوجوهاً قد أشرَقَ البِشرُ فيها

وقُلوباً قد اتَّحَدنَ شُعورا

واستحالَ الزَّمانُ فَصلَ رَبيعٍ

عَطَّرَ الزَّهرَ عَشوَةً وبُكورا

وتَبدَّت مُراكِشٌ كَعَروسٍ

كُسِيَت ثوبَ سُندُسٍ وحَريرا

كيف لا وهو مَن عَلِمتَهُ شَهماً

حازماً بالشُّؤونِ طُراًّ خَبيرا

ألمَعِيًّا سَمَيدَعاً لَوذَعيًّا

وأديباً وعالِماً نِحريرا

زانَهُ خُلُقٌ فاحَ كالمِسكِ نَشراً

وذَكاءٌ يَكادُ يَسطعُ نورا

زادَهُ اللهُ بالتَّواضُعِ عِزًّا

واعتباراً ورفعةً وظُهورا

خَلقَ اللهُ في التَّواضُعِ سِرا

وعمَى عنهُ غافِلاًُ مَغرورا

يَملأُ العينَ شخصُه حين يبدو

مِثلَما يَملأُ القُلوبَ حُبورا

ويُحِّييكَ إذ تُحَيِّيهِ فوراً

لا عَبوساً يُرَى ولا قَمطريرا

أنت لِلمَجدِ قد خُلِقتَ وهذي

آيةُ المَجدِ في الجَبينِ سُطورا