مثل التهامي ما في الأرض من بطل

مثلُ التهامِي ما في الأرضِ من بَطلِ

شهادةٌ صدرَت من أعظَمِ الدُّولِ

هذي فرنسا وذا وسامُ عِزَّتِها

وأنتَ أنت عديمُ النِّدِّ والمَثَلِ

وذا عميدُ فرنسا جاءَ مُحتَفِلاً

أعظِم بمُحتَفَلٍ به ومُحتَفِلِ

قد قَبَّلت صدرَكَ المحبوبَ أوسمةٌ

شَتَّى فذاقت شَهِىَّ اللَّثمِ والقُبَلِ

فغارَ منها وسامُ الحربِ من شَغَفٍ

يَقولُ مالي لهذا العِزِّ لم أنَلِ

فجاءَ مُستَبِقاً بِالشَّوقِ مُحترِقا

للصَّدرِ مُعتَنقاً من شِدَّة ِالجَذَلِ

وكيف لا وصفاتُ المجدِ أجمَعُها

تَقَسَّمَت فيكَ بين القَولِ والعَمَلِ

وردَّدَت مدحَكَ اللُّغاتُ قاطِبَةً

وسارَ إسمُكَ بين الناسِ كالمَثَلِ

أنتَ الذي إن بَدا لِلنَّاسِ مُبتَسِماً

أحيا بِطلعَتِه كالعَارِضِ الهَطِلِ

وإن بَدا غاضِباً فالقَلبُ في وَجَلٍ

والطَّرفُ في ذَهَلٍ والجسمُ في شَلَلِ

الأطلسُ المُشمَخِرُّ قد حَنا قُنَناً

طالبت قُروناً ولمَّا جئتَ لَم تَطُلِ

أما تَراهُ إذا

يَرِنُّ صَوتُك بَينَ السَّفحِ والقُلَلِ

ما أمَّ قط عُصاةً في تَمَرُّدِهِم

إلا وبدَّدهُم في السَّهلِ والجَبلِ

يا من سمَت بسَماء المَجدِ رُتبتُهُ

وصارَ ذِكرُهُ في الأفواهِ كالعَسَلِ

المَجدُ هذا وذا للمجدِ غايتُهُ

مجدٌ عظيمٌ جرى في سابق الأزل

فنسأل الله أن يبقيكَ في نعمٍ

تختال من فضله في الحلي والحُلَلِ

وهاكَها من بديعِ الشعر غانية

وطفاءَ وجنتها تحمرُّ من خَجَلِ

الشعرُ ما سمعته الروحُ وانتعشت

منه وصارت به كالشاربِ الثملِ

والشعر ما قد حلا في أذن سامعه

ثم استعادهُ لا يخشى من الملل

إن كان هذا فإن الشعرَ منعدمٌ

وليس يأتي إذا لم يأت من قبلي

لا سيما في مديحٍ فيك مرتجياً

منك القبولَ له يا خيرَ مُقتبلِ