مع الأيام تلتئم الجراح

معَ الأيام تلتَئِمُ الجِراحُ

وبعدَ الليلِ ينبلجُ الصَّباح

ولا تحزَن لحادثَةٍ تجلَّت

فإن الحُزنَ يَعقُبه انشِرَاحُ

وكافِح في الحَياة جيوشَ همٍّ

فإنَّ العيشَ في الدنيا كِفاحُ

ألَستَ بناظِري من قبل يَومٍ

وزَندُ الهَمِّ فِيَّ له اقتِدَاح

وقد ضَاقَت بِىَ الدنيا مَجَالا

وأضحَى العِبءُ عني لا يُزَاحُ

وُأتبِعُ زَفرةً حرَّى باخرَى

يكادُ يمَسُّني منها افتِضَاحُ

إلى أن قد حلَلتُ برَبعِ شهمٍ

بِجودِهِ هزَّ عِطفَيهِ السَّمَاحُ

فساورني سرور وابتهاج

وعاودني هناء وارتياح

همام للصديق أجل ذخر

ولكن للعدو أجل متاح

خلاله تعجز الأرقام عدا

وتخرس ألسن عنها فصاح

يَهَشُّ لِزائر كرَماً ولُطفا

كما هشَّت لِقَطرِ نَدىً بِطَاحُ

وتَفترُّ المُنَى لِحِماه ثَغراً

كَأن عن ثَغرِها افترَّ الأقَاحُ

وأخلاقٌ كما نَفَحت زهورٌ

ومازجَ راحَه الماءٌُ القَرَاحُ

بليغُ القولِ يَعجِزُ عنهُ وَصفاً

ويَقصُرُ عنه شعرٌ وامتِداحُ

ويَعرفُه بِنادِي القوم صدُرُ

وتَعرِفُه الصَّوارِمُ والرِّمَاحُ

محمَّدُ يابنَ إبراهيمَ يا مَن

بمَجدِه حدَّثَت كتبٌ صِحَاحُ

سَمِىُّ قد عرفتُك مِن زمانٍ

كما عَرفت مَجارِيهَا الريَاح

عرفتكَ إن سطا عنِّي زمانٌ

فأنتَ له بِيُمنايَ السِّلاحُ

ودونَكَها كَعذرَا مِن صدِيق

يًُحيطُ بوجهِها خجلاً وِشَاحُ