من كان ينوي فيك مصر بأنه

مَن كانَ ينوِي فيكِ مِصرُ بأنَه

ظُلما بأَرضِكٍِ يُسجَنُ العَقاد

أرضِ الكِنَانة مَلعَبِ الآسَاد مَا

كانت لِتُخذِرَ تِلكُمُ الآسادُ

وإذا سَطا صِدقي علَى العقَّاد قد

تَسطُو على أضدَادها الأضدَاد

قد رشَّّحُوا صدقي كأن مُرادَهُم

أن يُبصِرُوه خَاب فيه مُرَاد

عَباسُ لَم يُسجَن فما سُجِن امرؤٌ

له في القلوب ممالِكٌ وبِلادُ

يَزكُو أريجُ المسكِ إِن ذُكِر اسمُ عب

باسٍ وقَد يَزدَادُ إذ يَزدَاد

عباسُ لا تحزَن فما حَزِن امرُؤٌ

الوَالِداتُ بَكَتهُ وَالأَولادُ

وبكَى عليكَ الفنُّ والأدبُ الصَّحِي

حُ وعِلمُه وبكَى عليكَ الضَّادُ

وبكَاك مِن قُرَّاءِ سِحرِك شَاعرٌ

بِيَرَاعِهِ والدمعُ منه مِدَاد

قد حكَّمُوا أحقادَهم فبَدَت لَنا

مَجلُوَّةً ألوانُهَا الأحقادُ

سَجنُوكَ تَنكِيداً لِحزبِك بينَهُم

والله ما هذا النَّكادُ نَكَادُ

وسَماءُ مصرٍ لا يُسيطِر تحتَها

إلاَّ الفرَاعنةُ الأُلَى قد بَادُوا

أيَرَاعَةَ العقادِ شَدواً إنَّما

في القَفصِ يَشدو الطائرُ الغَرَّادُ

مِصرَ الزَّغاليل اصبِرِي وحَذارِ أن

تَقضِي إذا ما اعتلَّ منكِ فُؤادُ