نظرت بلحظ بالقلوب لعوب

نَظَرَت بِلَحظٍ بالقلُوب لَعُوبِ

وتَرنَّحَت زهوا بقَدِّ قَضِيبِ

وتبسَّمت لُطفا فأشرَقَ ثغرُها

وجلا غَياهبَ فرعِها المسحُوب

ورنَت عيونُ الناظرِين لِخَالِها

فَتوعَّدت مِن خدِّها بِلَهيبِ

وَجَلَت لنا ذهبيةً في الكأسِ مِن

كفٍّ بِلونِ إنائِها مخضُوبِ

وجرَى لنا مَعَها مِن الأنباءِ ما

يَرويه عَبدُ المالِك بنُ قَرِيب

أخذَت بأُذنِ العُود حتى ألصَقَت

به خدَّها وحنَت بسمعِ رَقيبِ

ولقد أسرَّت ما أسرَّتهُ لَهُ

والسمعُ في التَّصدِيق والتكذِيبِ

حَسِبَتهُ يَكتمُ سِرَّها ولقد وَفَى

لكن نرَاه صَاحَ كالمضرُوب

مزَجَت بصوتِه صوتَها فتَمازَجا

وشَدَت بِلَحنٍ في الحشَا مسكُوبِ

الحُبُّ والإخلاص ملءُ فُؤادِنَا

لأمِيرنا ومَليكِنا المحبُوب

إخلاصُنا للعرش شيءٌ واجبٌ

هذا قضَاء الوَاجِب المطلُوب

سُبحانَ مَن وضعَ البلادَ بِكفِّه

وأحاطهُ مِن أهلِها بقُلوبِ

فأصَارَ منه الجِسمَ قلبا نابضاً

وقلوبُنا كالجِسم في التَّحجِيبِ

فانبِض بحقِّك نبضَةً سَنَويَّة

بحَياة عصر العلمِ والتَّهذِيب

عَصرٍ تَرشَّفنَا به ثَغرَ المُنَى

وانجَاب ليلُ جَهالةٍ وخُطُوب

مَلِكٌ تربَّع فوقَ عرشِ قلوبنا

قبلَ العُروجِ لعَرشِه المنصُوب

ذَكَر الأنامُ أُصولَه وخِصالَه

فأضَافَ مَورُوثا إلى مَكسُوب

إن واعَدتهُ بالوفاءِ قُلُوبُنا

ما كان وعدُ الحُرِّ بالمكذُوب

انبِض بعِيد العرشِ عرشِ مسَرَّةٍ

للشعبِ من شُبَّانه والشِّيبِ

اليومَ عيدُ التاجِ تاجِ محمَّدِ

ظِلِّ الأنامِ وسُؤلِهِ المرغوبِ

أكرِم به عِيدا تَجلَّى طَلعةً

للِقاكَ بالتأهِيل والترحِيب

واهنأ بِبدرٍ ساطِعٍ مِن غُرَّةٍ

لوَليِّ عهدِك خيرِ كلِّ نَجِيب

لِله مِن مُستقبلٍ له زاهرٍ

بالنُّور فوقَ جَبينِه مكتُوب

اهنَأ به واهنأ بِطالِع سَعدِه

واهُزز برَوضِ النصرِ عِطفَ قَضِيب

هَذِي فرنسَا وهيَ خَيرُ حَبيبةٍ

لِلعَرش وهوَ لها أعزُّ حبِيب

قد شارَكتنا في السُّرور بعيدِهِ

لله ما أحلى التحادَ شُعُوب

ولتَفخَرِ الحَمرَا ويَفخَرَ أهلُهَا

مِن كلِّ ناءٍ منهمُ وقَريبِ

بمَزيَّةِ السَّبقِ التي نالت به

ذا اليومِ يَومِ فخَارِها المنسُوب

ويدُومُ باشاها الذي قد دَامَ مُخ

لِص وُدِّه في مَشهَدٍ ومَغيب