وحقك يا منيتي ما أحب

وَحقِّكِ يا مُنيتِي ما أحَب

فُؤادِي سوَاكِ وأنتِ الأرب

تَملَّكَ حبُّكِ مني الحشَا

وأضنَى فُؤادِي ودَمعِي انسَكَب

إذا رُمتُ نوما جَفتِني جُفُوني

وقالت إِذا نِمت لستَ بِصبُ

فأُغمِضُ جَفنِي عسَانِي أرَى

خيالَكِ وهوَ أعزُّ الطَّلَبُ

أمولاتي حُسنُكِ حُسنُ البدُور

ولَحظُكِ يحكِي سيُوف الغَرَب

وثَغرُكِ مَبسمه جوهَرٌ

وياقوتَةُ السَّن ذاتُ لَهَبُ

ووجهُكِ بدرٌ ولكنَّهُ

علَى مُقلتِي دائما مُحتَجَب

ولُطفِك لًطفُ النسيمِ إذا

على الوردِ في الرَّوضِ مرَّ وهَب

كلامُكِ يفعلُ في مُهجَتِي

كفِعل الحُسَام إذا ما ضرَب

وإسمُكِ مهمَا جرَى ذكرُهُ

تكَهرَبَ جِسمي وقلبِي اضَطرب

وفيكِ الجمالُ وفيكِ الدلال

وفيكِ الكمالُ وفيكِ الأدَب

أيا مُنيتِي أيا بُغيَتِي

يا مُقلتِي ارحَمِي مَن أحَب

أمولاتي بُعدُكِ لستُ أطِي

قُه قُولي بالله هل مِن سَبب

فلَو كنتِ تَدرينَ ما بالحَشا

لكان فُؤادُكِ عندِي انجَذّب

لقد كتَب اللهُ مالِي جرَى

وإِني لَرَاضٍ بمَا قد كَتَب

وشاء وشاءت إرادَتُهُ

اعيشُ حليفَ الهوىَ والنَّصَب

فيا ربِّ إن كنتَ قدَّرت أن

تَرى كُرَبَتِي فوق كلِّ الكُرَب

فهَب لِيَ قَلبا قويا صَبُورا

علَى الهجرِ والبُعدِ مهما اكتَأب

وطَرفا إذا بَات بِي سَاهِرا

إلَى أن يَرى الضَّوء نامَ وغَب

وإن باتَ يسكُبُ من دمعِه

إلَى الفجرِ يَكفِيهِ ما قد سَكَب

وفِكرا إذا طَار بِي في الفَضَا

وعَاد يَعِي ما رَأى ورَقَب

وقَلبا إذا ما تَردَّد فِي

سُلُوِّ الحبِيب قضَى ما وَجَب

وأعرِفُ قلبِي إذا قال لي

سَيسلُوكَ يا مُنيِتي قد كَذَب

لذاكَ إذا مِتُّ لا تَعجَبِي

نعَم إِن أنا عِشتُ فَاقضِي العَجَب

كذا قد قَضَى الله ما قد قَضَى

فأهلاً بِما قد قَضَى وكَتَب