- Advertisement -

يا لذة الحلم في إغفاءة الوسن

يَا لذَّةَ الحُلمِ في إِغفاءَةِ الوَسَنِ

تَحكِي جُفونَ بَناتِ الرُّومِ في وَهَن

قد بتُّ أقطعُ ليلَ السُّهدِ في فِكَرٍ

تَترَى علَىَّ بِلاَ هَمٍّ ولا شَجَنِ

مَدَدتُ مِن شُفرِ أَجفَانِي حَبَائٍِلَها

أصطَادُ طيفَ الكرَى حتَّى تَصَيَّدَنِي

رَأيتُنِي فِي مَكَانٍ لَستُ أجهَلُهُ

لو كنتُ أعرِفُهُ قَبلاً ولم أَكُنِ

فِي مَحفَلٍ بِوُجوهِ الحُسنِ مُزدَهِرٌ

أَشهى وَأبهى مِنَ الحَلواءِ في الصُّحُنِ

تَنَاشَدُوا مِن بَدِيعِ الشِّعرِ عَالِيَهُ

كَما تَسَاجَعُ أطيارٌ عَلَى غُصُنِ

وَقد تَصَدَّرَ هُم شَيخٌ إزَاءَ فَتًى

قَد ظَلَّ منهُ بطَرفِ اللَّحظِ يَرمُقُنِي

رَأَيتُ رَابعَ عَقدِ العُمرِ وَدَّعَهُ

ولم يَزَل يافعاً فِي وَجهِهِ الحَسِن

يُجِيلُ مَجدَ لِحاظٍ سِحرُ ناظِرِها

يَبدو كَآثارِ نَعمَاءٍ عَلى دِمَنِ

وقد تَزَمَّلَ في كوخِ النَّسَائِج مِن

ثَوبِ حَرِيرٍ إِلى صُوفٍ إِلى قُطُنِ

فبانَ مِن بَينهمِ والطَّرفُ يَجمَعُهم

في نَظرةٍ وبهِ لَمَّا يُمَرِّيني

كَدَوحةٍ بينَ أفوافِ الزُّهُورِ لها

منَ البَها ما لها فِي عَينِ مُفتَتَنِ

كَأنَّهُ شَيخُ بَدوٍ حَلَّ في مُدُنٍ

وأنتَ تعرفُ شيخَ البَدوِ في المُدُنِ

لَبيتُ داعي الفُضولِ في التَّساؤُلِ إذ

إنَ الفُضُولَ مع السُّؤالِ في رَسَنِ

فسِرتُ نحو فتًى مِن غيرِ مَعرفَةٍ

وقُلتُ مَن ذا فقال النَّاصِري اليَمنِي

أَهلاً بمُتعَةِ رُوحي قُلتُ مُبتَهِجاً

وقُمتُ عانَقتُهُ شَوقاً وعَانَقَني

أَهلاً بخَيرِ أديبٍ سَيِّدٍ سَنَدٍ

مُستَظرَفٍ كَيِّس سَمحٍ نَهٍ ذَهِنٍ

مَاذا دعَاكَ إلى نُكرانِ مَعرِفَتي

وأنتَ أنتَ صَديقُ السِّرِّ والعَلَنِ

فقَال إن كَان حَالي مَا اكتفيتُ بهَا

فانظُر فإنَّكَ ذُو عَينٍ وذُو أُذُنِ

لَقد دَعَونِي لأَمرٍ كنت أحسَبهُ

يَأتي على غَيرِ مَأتَى المَيتِ في الكَفَنِ

وما أضَرَّ بِقَلبي غيرُ فُرقَةِ مَن

فِراقُهُ كَفِراقِ الرُّوحِ لِلبَدَنِ

خَلَّفتهُ بِرِبَاطِ الفَتحِ مُنتَظِري

يا مَن بِقُربِ رِباطِ الفَتحِ يَطرَحُني

لَو كنتَ تُبصِرُهُ والعُودُ فِي يَدِهِ

لَبِعتَ دُنياكَ والأُخرى بِلا ثَمَنِ

إذا شَدَا قلتُ شُحرورُ الغُصونِ شَدا

لَو أنَّ شُحرورَ غُصنٍ قُدَّ مِن غُصنِ

فَقلتُ هَوِّن فما في الأمرِ مِن حَرَجٍ

عَيشٌ بلا مِحَنٍ شَرٌّ مِنَ المِحَنِ

ألمَرءُ فِي حَزَنٍ لا بُدَّ مِن فَرَحٍ

لَهُ وفِي فَرَحٍ لاَ بُدَّ من حَزَنِ

يَروعُ مَخبَرُهُ مِن قبلِ مَنظَرِهِ

كَأَنهُ قِصَّةٌ فِي سَالِفِ الزَّمَنِ

لَبيتُ دَعوَتَهُم وَالشَّوقُ يَجذِبُنِي

وَجِئتُ أقطَعُ أَرضَ السَّهلِ وَالحَزَنِ

لكن بحَقِّكَ مَن هَذا الَّذي بِه صَا

رَ القَلبُ منكَ حَليفَ الشَّجوِ والشَّجنِ

وَراعَنِي مِنهُ دَمعٌ كَادَ يَغسِلُنِي

أَعُوذُ بِاللهِ من آثَامِ ذِي الظُنَنِ

وكادَ دَمعُهُ يَجري مِن مَحَاجِرِهِ

وَلو جَرى لَجَرى كَالعَارِضِ الهَتِنِ

- Advertisement -

- Advertisement -

اترك تعليقا