لا زال أحمد في الورى محمودا

لا زالَ أَحمَدُ في الوَرى مَحمودا

فَلَقَد كَساني جودُهُ المَوجودا

خِلٌّ إِذا اِستَعرَضتُ جَوهَرَ خَطِّهِ

أَبصَرتُ مِنهُ قَلائِداً وَعُقودا

لا ماتُهُ لَو مِلنَ كُنَّ سَوالِفاً

أَلِفاتِهِ لَو مِسنَ كُنَّ قُدودا

تُجلى عَلَيكَ رِقاعُهُ بِحُروفِهِ

فَتَخالُهُنَّ عَوالِياً وَخُدودا

أَما الرِياضُ فَلَو بَدَت لِسُطورِهِ

لَتَوَهَّمَتها رَوضَها المَنضودا

لَولا أَبو العَبّاسِ يُرخَصُ وَشَيُهُ

لَم أَكسُ شِعري مِن سِواهُ بُرُدوا

مُتَفَرِّدٌ مُذ كانَ بِالأَدَبِ الَّذي

يُهدي إِلى الأَسماعِ مِنهُ فَريدا

وَمُهَذَّبٌ ما زالَ تاجُ فِخارُهُ

مُذ صيغَ فَوقَ جَبينِهِ مَعقودا

تَبلى العُلومُ فَما اِكتَسى مِن بَزِّها

عادَ الَّذي قَد رَثَّ مِنهُ جَديدا

لا زالَ مَنشورُ العَلا مشن طَيِّهِ

أَبَداً عَلَيهِ مُطَنَّباً مَمدودا