لك عندي مينا من الهليون

لَكَ عِندي مينا مِنَ الهَليونِ

حَولَهُ عَسجَدٌ مِنَ الطَردينِ

وَفِراخٌ مِنها المَصوصُ وَمِنها

ما عَدَ لَنا بِهِ إِلى التَطجينِ

وَرَضيعٌ إشذا أَتَيتَ أَتانا

مِنهُ طَبّاخَنا بِرَطبٍ سَمينِ

في رِداءٍ مِن صَنعَةِ النارِ فيهِ

عَلَمٌ أَخضَرٌ مِنَ الطَرخونِ

وَلَنا مَجمَعٌ تَرى مِنهُ رَوضاً

أَبيَضَ الجُبنِ أَسوَدَ الزَيتونِ

لَم يَبنِ فيهِ بِنَّةٌ قَطُّ إِلّا

كانَ شِبهاً لِلعَنبَرِ المَعجونِ

وَلَنا خُرَّمٌ إِذا ما شَرِبنا

نَتَحَسّى مِنهُ بِأَسمَرَ جَوني

وَعَروسٌ كَريمَةُ الكَرمِ بِكرٌ

ما لَها والِدٌ سِوى الزَرجونِ

لَو أَتانا كانونُ بِالثَلجِ فيهِ

لَغَنَينا بِها عَنِ الكاتونِ

وَلَنا فُستُقُ يَضافُ إِلى ما

عِندَنا مِن مُحَمَّصِ الأَنسونِ

وَشَمارٌ مَتى بِشَمِّنا وَجَدنا

فيهِ طَعمَ الجَوارِشِ الكَمّونِ

فَاِعزِمِ اليَومَ نَصطَبِح في رِياضٍ

كَدَكاكينِ باعَةِ المَدهونِ

وَغِياضٌ قَد وُشِّحَت بِبُرودٍ

عَصبُها في نِهايَةِ التَلوينِ

وَرُبىً تُفرَشُ الطَوارِمُ مِنها

كُلَّ يَومٍ بِالمُخمَلِ القَلَموني

وَمُروجٍ غَرٍّ وَزَهرٍ أَنيقٍ

وَنَسيمٍ رَطبٍ وَوَبلٍ هَتونِ

وَتَمَتَّع مِنَ النَدى بِلِآلٍ

تَتَلالا في فَضَّةِ الياسَمينِ

وَأَقاحٍ تَرنو إِلى جُلَّنارٍ

وَخُزامى تَدنو إِلى نَسرينِ

وَبِهارٍ مِن حَولِ آسٍ وَوَردٍ

وَشَقيقٍ مِن حَولِ آذَريونِ

وَغُصونٍ لَها نُجومُ ثِمارٍ

وَثِمارٍ لَها بُروجُ غُصونِ

وَعُيونٍ قَد أَحدَقَت بِخُدودٍ

وَخُدودٍ قَد أَحدَقَت بِعُيونِ

وَاِعتَقِد لِلرَبيعِ دينَ النَصارى

وَاِجتَهِد أَن يَكونَ دينُكَ ديني

مَع مُغَنٍّ لَهُ سُيوفُ لِحاظٍ

يَنتَضيهِنَّ مِن جُفونِ الجُفونِ

ما تَرى الجَوَّ في الثِيابِ الَّتي قَد

أَذَهَبَ البَرقُ خَزَّها الطاروني

لا تُفَرِّط في ساعَةٍ لَستَ فيها

آمِناً مِن مُغافَصاتِ المَنونِ