وخمار دخلت عليه ليلا

وَخَمّارٍ دَخَلتُ عَلَيهِ لَيلاً

وَجُنحُ اللَيلِ مُسوَدُّ الجَناحِ

عَلى هَوجاءَ تَنشُرُ في الفَيافي

لُغاماً في الغُدُوِّ وَفي الرَواحِ

إِذا وَخَدَت تَخالُ الريحَ تَحتي

وَإِن كانَت تُخالُ مِنَ الرِياحِ

فَقالَ مَنِ الفَتى فَأَجَبتُ ضَيفٌ

تَسَربَلَ بِالمَكارِمِ وَالسَماحِ

فَقالَ وَما تُريدُ فَدَتكَ روحي

فَقُلتُ لَهُ أَرِح روحي بَراحِ

فَقامَ إِلى دِنانٍ مُترَعاتٍ

مُعَمَّمَةً بِكافورٍ رَباحي

وَفَضَّ خِتامَ أَقدَمِها فَلاحَت

عَلى الظَلماءِ أَنوارُ الصَباحِ

وَأَبرَزَ مِنهُ في الإِبريقِ راحاً

أَلَذَّ وَردٍ جَنِيٍّ في أَقاحِ

وَجاءَ بِأَهيَفٍ عَذبِ الثَنايا

دَقيقِ الخَصرِ غَرثانِ الوِشاحِ

تَراهُ يَتيهُ مِن أَدَبٍ وَظَرفٍ

وَمِن عَجَبٍ عَلى الغيدِ المِلاحِ

يَقولُ إِذا رَآهُ كُلُّ لاحٍ

مُحِبُّكَ ما عَلَيهِ مِن جُناحِ

هِيَ الأَيّامُ تَندَرِجُ اِندِراجا

وَصَرفُ الدَهرِ ذو وَجهٍ وَقاحِ

فَصِل قَصفاً بِقَصفٍ وَاِغتِباقاً

بِأَفراحٍ وَلَهواً بِاِصطِباحِ