أترى يؤوب زماننا

أَترى يؤوب زمانُنا

غضّاً بأودية الغَضْا

ويعود فينا مقبلاً

مَنْ كان عنّا معرضا

قمرٌ بصفحة خدِّهِ

عَضْبُ المَحاسنِ مُنتَضى

مَلّكْتُهُ قلبي وكمْ

رَجَعَ الّذي قد أقرضا

وَلَقَد أَقول وَكم أرى

عَجباً قضاهُ من قضى

أَنتَ الصّحيحُ فكمْ تكو

ن لمن يحبّك مُمرضا

وإذا عُشِقتَ فلا تزا

لُ لأهلِ عِشقِك مُبغضا

بَدّلتَ رَأسي أسوداً

لمّا هجرتَ بأبيضا

ما ضَرّ رامي مُهجتي

لَو أنّه ليَ أنبضا

وَمجدّدَ الإعراضِ لو

قبل التلاقي أعرضا

مَن مبلغٌ عنِّي الرئي

سَ مُصرِّحاً ومُعرِّضا

أنتَ الّذي لمّا ظفر

تُ بودِّه نِلتُ الرّضا

وغفرتُ من جُرمِ الزّما

نِ لأجله ما قد مضى

أَبناءُ ما سرجيسَ ما

زالوا الكفاةَ النُّهَّضا

السابقين إلى الفضا

ئلِ كلَّ سارٍ رُكَّضا

أُسْدٌ تراهمْ للفرا

ئِسِ في الفضائل رُبّضا

وإذا رمى منهمْ فتىً

يوماً أصاب فأغرضا

وَإِذا اِستَغاثَ بِهمْ جري

حٌ في وغىً سدّوا الفضا

بصواهلٍ وذوابلٍ

وصوارمٍ مثلِ الإضا

حوشيتُ أنْ أسلاكمُ

وأملّكُمْ أو أُعرِضا

أو أنْ أُرى بسواكُمُ

متبدّلاً متعوّضا

لا حال ودٌّ بيننا

عُمْرَ الزّمان ولا اِنقضى

وخباءُ ما أضحى وأم

سى بيننا ما قُوِّضا

وَإِذا أقمتُ فلا أبا

لي مَن يرحّلُهُ القَضا

خُذْها يسوق بها الوِدا

دُ إليك سوقاً مُجهِضا

تَكسو الّذي لم يَعْرَ من

ه ولا نضارة مَن نَضا

لو رامها منِّي سوا

كَ لبات منها مُنفِضا