ألا إن قلبي من بعدكم

ألا إنّ قلبِيَ من بعدكمْ

أفاق وفارقني باطلي

فأصبحتُ خلوَ ضمير الفؤاد

وقد كان في شُغُلٍ شاغلِ

وما لِيَ يا قومُ تعريجةٌ

بذاتِ حُليٍّ ولا عاطِلِ

ولا أنا أطمعُ في جائدٍ

ولا أنا أيْأَسُ من باخلِ

ولا بتّ أشتاق من صبوةٍ

إلى غاربٍ بالنّوى آفلِ

ولا كنتُ أحفل في بلدةٍ

مقيماً بمُستَوْفِزٍ راحلِ

ومن عجبٍ أنّ ذات السّوار

تواصِلُ مَن ليس بالواصلِ

يُصبُّ بها يَمَنِيُّ النِّجار

وتسكن وسْطَ بني وائلِ

وتعتاض من جانبٍ فاهقٍ

من الخِصْبِ بالجانب الماحِلِ

أُعيذك من مُهبِلاتِ الزّمان

حكمن على الرّجل العاقلِ

ومن نفحاتٍ عَدَوْن النَّبيه

وعُجن على منزلِ الخاملِ

ومن آنفٍ أضرعته الخطو

بُ حتّى تعرّض للنّائلِ

ومن كَلِمٍ جَدَّ بالسامعين

وجدّ عن المنطقِ الهازلِ

ومن طمعٍ للفتى خائبٍ

ومن أَمَلٍ في الغنى حائلِ

ومن صَبْوَةٍ نحو مُسْتَقلعِ ال

غُروسِ وشيكِ النّوى زائلِ

ومن خُدَعٍ لبُدور النُّضار

وهبن المذلّةَ للسّائلِ

وقد علم القومُ أنّي شَطَطْتُ

بسَرْحِيَ عن مَسْقَطِ الوابلِ

وأَجْمَمتُه يرتعيه العدوّ

نجاءً عن الخُلُقِ السّافلِ

ولمّا أنفتُ من الأعطياتِ

رميتُ الوفيَّ على الماطلِ

فأصبحتُ عُريانَ من مُنْيَةٍ

تسوق الهوانَ إلى الآملِ

أقول لقومٍ يودّون أنْ

تصوب عليهمْ يدُ الباذلِ

فما شئتَ من مَلْطَمٍ ضارعٍ

وماءِ حياءٍ لهم سائلِ

إذا كان نفعُكمُ آجلاً

فلي دونكمْ راحةُ العاجلِ