ألا رب أمر بت أحذر غبه

ألا ربّ أمرٍ بتّ أحذر غِبَّهُ

وقد نابني فيه العناءُ المُجَشِّمُ

غدا وهو سِرٌّ لا يُرامُ اِطّلاعُهُ

وعادَ مساءً وهو نَهْبٌ مُقَسَّمُ

تندّمتُ في أعجازه حين لم يكنْ

وقد فاتَ مِن كفّيَّ إلّا التّندُّمُ

وما خانني التّدبير فيه وإنّما

قضاءٌ جرى فيما سخطتُ مبرَّمُ

ولو كان لا يَكْدِي أخو الحزمِ مرّةً

ويُشوى لما مات الصّحيحُ المُسَلَّمُ

وَمَن ذا الّذي يُعطي الإدارةَ كلَّها

ومَن ذا الّذي في الأمر لا يُتَلَوَّمُ

إذا شئتَ أنْ تلقَ السَّلِيمَ عَدِمْتَه

وأكثرُ مَن تلقى المُرَزَّى المُكَّلَمُ

وأغبنُ مَن تلقى من النّاس جاهلٌ

يظنّ الّذي يُخفيه لا يُتَعَلَّمُ

ومسترسلٍ في فعله بعد ما بدا

لعينيه جهراً ما يَزِمّ ويَخطمُ