أماوي إن كان الشباب الذي انقضت

أَماويُّ إِنْ كانَ الشبابُ الَّذي اِنقَضَت

لَياليهِ عَنّي شابَ مِنكَ صَفاءا

فَما الذّنبُ لي في فاحمٍ حالَ لَونهُ

بَياضاً وَقَد حالَ الظلامُ ضِياءا

وَما إِنْ عَهِدنا زائلاً حانَ فقدُهُ

وَإِنْ كانَ مَوقوفاً أَزال إِخاءا

وَلَو كانَ فيما يُحدثُ الدَّهرُ حيلةٌ

أَبَيْتُ عَلى هَذا المَشيبِ إِباءا

فَلا تُنكري لَوناً تَبَدّلتُ غَيرَه

كَمُستَبدِلٍ بَعدَ الرّداءِ رِداءا

فَإِنّي على العهدِ الّذي تَعهَدينهُ

حفاظاً لما اِستَحفَظتِنِي وَوفاءا

مَشيبٌ كَفَتقِ اللّيلِ في مُدلهمّةٍ

أَتاك يَقيناً أو أَزال مِراءا

كَأنَّ اللَيالي عنهُ لمّا رَمَينني

جَلَوْنَ صَداءً أو كشَفن غِطاءا

فَلا تَجعلي ما كانَ منكِ مِنَ الأَذى

عِقاباً لِما لَمْ آتِهِ وَجَزاءا

وَعُدّي بَياضَ الرّأسِ بعدَ سوادهِ

صَباحاً أَتى لَمْ أَجْنِهِ وَمَساءا

وَلا تَطلُبي شَيئاً يَكونُ طِلابهُ

وَقَد ضَلَّ عنهُ رائِدوهُ عناءا

فَإِنّكِ إِنْ نادَيتِ غِبَّ تلهّفٍ

شَباباً وَقَد وَلّى أَضَعْتِ نِداءا