إن كنت بالعفو ليس تعذرنا

إنْ كنتَ بالعفوِ ليس تعذُرنا

فلا اِعتذارٌ مِنّا إلى أحَدِ

والعبدُ علماً بحلمِ سيّدِهِ

يُذنِبُ عمداً وغيرَ مُعتمِدِ

ما حُجّتِي عُدّتِي لكن تغا

ضيك عن المذنبين من عُددِي

يا راكباً بلّغِ السّلامَ إذا

شُمتَ خياماً شطّتْ على بُعُدِ

وقلْ لفخرِ الملوكِ قاطبةً

مِنْ والدٍ قد مضى ومن ولَدِ

ومن حباهُ الإِله منزلةً

كم طلبوها فلم تُنَلْ بيدِ

عبدُكَ جَلْدٌ على الخطوبِ ومُذْ

نأَيْتَ عنه أضحى بلا جَلَدِ

يُطرِقُ مستوحشاً لما فاته

منك وما بالأجفانِ من رَمَدِ

قد سار قلبِي لمّا ارتحلتَ وما

خانَ وإن كان خانه جَسَدِي

إنِّيَ يا ذا الجلالتين وقد

خُلّفتُ عنكمْ كُرْهاً ولم أرِدِ

كخائفٍ في بلادِ مَضْيَعَةٍ

مستترٍ بالظّلامِ منفردِ

أو حاملٍ والظّماءُ يُحرقُهُ

بعد مَعينِ عَذْب على ثَمَدِ

يا كَثَبِي منه عُدْ عليَّ ويا

بُعْدِي باللّهِ قطُّ لا تَعُدِ

وقُلْ لحسّاد ما خُصصتُ بهِ

ردّوا زمانِي وَاِستَأنفوا حَسَدِي

وَاِبقَ لَنا في ظِلالِ مَملكةٍ

أَعزَّ عزّاً مِن جانبِ الأسدِ

وَليهنِك المِهْرَجانُ متَّئداً

بما ترجّى وغير متّئِدِ

يَمضِي وَيَأتِي منه لنا خَلَفٌ

وأنتَ باقٍ لنا على الأبَدِ

وَعَن قليلٍ أَزورُ مِن بَلَدِي

دارَك معمورةً على بَلَدِ

وَلَيسَ يَحتاج في الوصولِ إلى

آمِدَ مفتوحةً إلى أمَدِ