شبابك عني فالمشيب لباسي

شبابَكِ عنّي فالمشيبُ لباسي

وقد ملأتْ منه الطّوالعُ راسي

ولا تطلبي عندي الصَّبابةَ بعدها

سَفاهاً فإنّي للصَّبابةِ ناسِ

فَلم تُطْفَ إلّا بِالمَشيب عَرامَتي

وَلَم يُمْحَ إلّا بِالمَشيب شِماسي

وَمِن غَير أَحواضِ البَطالةِ مشربي

وَفي غَيرِ أَسبابِ الغرامِ مِكاسي

وما لِيَ تَعريجٌ إلى ريمِ رملةٍ

ولا لِيَ إلمامٌ بظبْي كِناسِ

لَقَد كانَ قَلبي كالقلوب على الهَوى

فمُذْ زارَ هَذا الشّيب صُيِّرَ قاسِ

فَلا لَهْوَ مُذْ لاحَ المَشيبُ بمَفْرَقي

وصار قناعاً في العيون لراسي