طلبت الغنى حرصا على بذلي الغنى

طلبتُ الغِنى حرصاً على بذلِيَ الغِنى

فلم أره إلّا بكفّ بخيلِ

وكنتُ متى أرجو البخيلَ لحاجةٍ

حُرِمتُ رشادي أو ظَلَلْتُ سبيلي

وقلتْ لمن ذمّ القليل ضراعةً

قليلٌ يصون الوجه غيرُ قليلِ

وكَم للّذي حازَ الغِنى بعد فقده

بكاءٌ ومن حزنٍ عليه طويلِ

فأين وأحوالُ الرّجالِ شتائتٌ

مقامُ عزيزٍ من مقامِ ذليلِ

فَسل خالقاً فضلَ العطيّةِ مجزلاً

فإنّ عطاءَ الخلق غيرُ جزيلِ

وأشقى الورى مَن كان أكبرَ همّه

هجاءُ ضَنينٍ أو مديحُ مُنيلِ