على من ثوى أرض الحجاز تحية

على مَن ثوى أرضَ الحجازِ تحيّةٌ

فليس إلى غير السّلام سبيلُ

ولا زال مُنْهَلٌّ من الوَدْقِ هاملٌ

تُجرَّرُ منه في رباه ذيولُ

ولا ظَفِرتْ أيدي الخطوبِ بربْعِه

ولا أبصرتْه العينُ وهو هطولُ

أُحِبُّ مناخاً بالحجاز تعاصفتْ

إلينا بريّاه صَباً وشَمولُ

كأنّي وقد فارقتْه من صبابةٍ

وإن كنتُ في حكمِ الصّحاح عليلُ

وما ذاك من حبّ الدّيار وإنّما

خليليَ منها حيث حلّ خليلُ

قليلٌ لمن في الجِزْعِ أنّي منحتهُ

غرامي وهل بعد الفراق قليلُ

ووجدي به مُستودَعٌ لا يبثّه

حديثٌ ولا يَفْرِي قواه عذولُ

وسمعُ سوائي فيه للّوم سامعٌ

وألْبابُ غيري في هواه مُحولُ