في العناء الطويل كيف وقعتم

في العناءِ الطّويل كيف وقعتُم

لاعَدِمْتم هذا العناءَ المُعَنِّي

قد مضتْ نوبةُ السُّرور فلم يب

قَ سوى تَرْحَةٍ ونَوْبةِ حُزْنِ

ورَكوبٍ ظهورَ حُدْبٍ شَموسا

تٍ على كلّ راكبيهنّ خُشْنِ

أيّها المظهرُ القبيحَ وقد كا

ن قديماً ما بين قُبحٍ وحُسْنِ

ليس مَن بات مُرصداً مضرمَ الكي

دِ بكُفْوٍ للغافلِ المطمئِنِّ

أيُّ شيءٍ أردتَ بِي ثُمّ ماذا

راب يوماً صميمَ قلبكِ مِنّي

لَيت حالاً دامتْ بعقلٍ فمن ذا

يرتجي أَنْ يَدوم حالاً بأفْنِ

إِنْ تَبت حصنك الثَّراء وقومٌ

نَصرهمْ في يديك فاللَّهُ حِصْنِي

وَإِذا ما اِتّخذتَ ركناً من النّا

س فمن غيرهمْ لعَمْرُكَ ركني

لم تقدني قهراً إليك فمن قب

لك بالقهرْ نحوه لم يقُدْني

أنَا حرٌّ بين الرّجالِ فما يَمْ

لك رِقّي ذو المنِّ فيهمْ بمَنِّ

رابَني في اِختيارِ مثلك عقلي

وأَرَتْني المحالَ عيني وأُذني

وظننتُ الجميلَ ثمّ تأَمَّلْ

تُ فأكْدى حَدسي وأخفَقَ ظَنّي

ولو أنّي لمّا شريُتك جرّبْ

تك قبل الشّراءِ ما بان غَبْنِي

كَيفَ ضَيّعتَنِي وقد كنتَ بي فَوْ

قَ محلِّ السِّماك لو لم تُضِعنِي

فإذا هِجتَني فقد وَدّ من قب

لك مَن ودّ أنّه لم يَهِجْني

أنا في كلّ ساعةٍ بين أمْرَيْ

نِ فُمبْكِ عيني ومضحكِ سِنِّي

ومقيمٌ على خِطارِ اللّيالي

بَينَ راوٍ يروي عليّ وعنِّي

وتَجَنٍّ من الزّمان ومن يُد

رِكُ يا قومُ غايةَ المُتَجَنِّي

وَلو اِنّي أطَعْتُ عزمي لأصبح

تُ من النّاس نافضاً فَضْلَ رُدْني