قد كان لي غلس لا فجر يمزجه

قد كان لِي غَلَسٌ لا فجرَ يمزِجُهُ

فالآن فجري بلا شيء من الغَلَسِ

قالوا تَسلَّ فشيباتُ الفتى قَبَسٌ

فقلت ذاك ولكنْ شرُّ ما قبسِ

وزارنِي لم أردْ منه زيارتَهُ

شيبٌ ولم يُغنِ أعواني ولا حرسي

يضيءُ بعد سوادٍ في مطالعِهِ

لفاغرٍ من ردَى الأيّامِ مفترسِ

طَوى قَناتيَ وَاِغتالَت أَظافرهُ

نَحضي وَردّ إِلى تَقويمِهِ شوسي

وَصدّ عَنّي قُلوبَ البيضِ نافرةً

وَساقَني اليومَ مِن نُطقٍ إِلى خرسِ

إِن كانَ شَيبي نقاءً قبلهُ دنسٌ

فَقَد رَضيت بذاكَ المَلبسِ الدنسِ

فَغالَطوني وَقالوا الشيبُ مَطهرةٌ

وَما السوادُ بِهِ شَيءٌ مِنَ النجسِ

وَالعمرُ في الشيبِ مُمتدٌّ كَما زَعَموا

لَكنّه لَم يَدَع شَيئاً سِوى النفسِ