لعمرك إنني فارقت نجدا

لعمرُك إنّني فارقتُ نجداً

وقلبي مُودَعٌ فيها رهينُ

وما لِي بعد فُرقةِ أهْلِ نَجدٍ

قِرىً إلّا نحيبٌ أو أنينُ

وعينٌ جفَّ منها الدّمعُ حتّى

أحاذِرُ أنْ تجودَ بها الشُّؤونُ

جفاها غمضُها فكأنّ عيناً

لنا بعد الفِراقِ ولا جُفونُ

فيا ليتَ الصّبابةَ يومَ ولّوْا

ضُحىً خفّت كما خفّ القطينُ

ولَيتَهمُ وحسبي ذاك منهمْ

دَرَوْا أنّي لفرقتهمْ حَزينُ

أُحبُّكمُ وبيتِ اللَّهِ حتّى

يُقالَ بهِ وما صدقوا جُنونُ

وكم أنكرتُ حبّكُمُ فنادى

به دمعٌ يبوح به هتونُ

وأعظمُ ما يُلاقيهِ قرينٌ

وأشجى أنْ يفارقه قرينُ

وكم لكُمُ بقلبي من غرامٍ

يؤرّقني إذا هدتِ العيونُ

أُلَجْلِجُ كلّما سوئِلْتُ عنه

كما وَرَّى عن البذلِ الضَّنينُ

فَلا أنا مُعرِضٌ عنه صموتٌ

وَلا أنَا مُعرِبٌ عنه مبينُ

أرُونا موضعَ الإنصافِ منكمْ

فقد جلّتْ عن المَطْلِ الدّيونُ

ولا تُبدوا صريحَ المنعِ منكمْ

فيُغنينا عن الخبرِ اليقينُ