نبت عينا أمامة عن مشيبي

نَبَتْ عينا أُمامةَ عن مشيبي

وعدّتْ شيبَ رأسي من ذنوبي

وقالتْ لو سترتَ الشَيبَ عنّي

فكم أخفَى التّستّرُ من عيوبِ

فقلتُ لها أُجِلُّ صريح وُدِّي

وإخلاصي عن الشَّعرِ الخضيبِ

وما لَكِ يا أُمامُ مع اللّيالي

إذا طاولْنَ بدٌّ مِنْ مشيبِ

وما تدليس شيبِ الرأس إلّا

كتدليس الوِدادِ على الحبيبِ

فلا تلْحي عليهِ فذاكَ داءٌ

عَياءٌ ضلّ عن حيلِ الطبيبِ

وإنّ بَعيدَ شيبكِ وهو آتٍ

نظيرُ بياض مفرقيَ القريبِ

فَإنْ تأبي فَقومي ميّزي لِي

نصيبَكِ فيه يوماً من نصيبي