هذي المصيبة ما أبقت لنا أبدا

هَذي المُصيبةُ ما أبْقَتْ لنا أبداً

صبراً عليها ولا خلَّتْ لنا جَلَدا

جاءَتْ ولا همّ في قلبِي ولا كَمَدٌ

فَلَم تَدعْ فيه إلّا الهمَّ والكَمَدا

يا سَعدَنا لَم يجد فيك الزّمانُ وقد

بلاك موضعَ إخشاعٍ وقد وجدا

اِنظُر إِلى الدّهرِ لمّا أنْ ألمَّ بنا

من أيِّ بابٍ إلى مكروهنا قصدا

جبَّ السَّنام الذي كنّا نصولُ به

فما أفادَ بأنْ أبقى شوىً ويدَا

أنكى بأفرسِ مَنْ ناجيتُه قدرٌ

جارٍ وأفرسِ مَن حاذرتُ منه رَدى

والموتُ إنْ لم يزرْ يوماً ففِي غدِهِ

والمرءُ إنْ لم يرُحْ سعياً إليه غدا

لَو يَستَطيعُ الّذي يهوى البقاءَ له

فداءَه بالّتِي في جنبِه لفدى

وَلَو أَطافَ الّذي قِيدتْ مشافِرُهُ

إلى ورودِ حياضِ الموتِ ما وردا

وما أرى الصّبرَ لِي رأياً فأسألَهُ

والقصدُ يُغْرِي به مَن كان مقتصدا

ولستُ أرضى له قولاً وفي كَبدِي

جمرُ المصيبةِ ما أغضى ولا خَمَدا

فإنْ أفَقْتُ فعندي كلّ قافيةٍ

تَتْرى وقد ضَمِنَ الإنجازَ من وعدا