يا رب لا تجعل المنظور من أجلي

يا ربِّ لا تجعل المنظورَ من أجلي

يلقاك بالسّيّءِ المكروهِ من عملي

وَاِجعلْ مسيري إلى لُقياك يوم ترى

حشرَ الأنامِ على نهجٍ من السُّبُلِ

في واضحٍ جَدَدٍ تأبى العثارَ به

رِجْلي فلا هَفْوَتي فيه ولا زللي

وأعطني الأمنَ في يومٍ تكون به

قلوبُ خلقك ملقاةً على الوَجَلِ

كم ذا أُؤمّل عفواً لستُ أكسبُهُ

ويلٌ لجلدِيَ يوم النّارِ من أملي

وأُسْتَغَرُّ بما أمّلتُ تخدعني

لَيُّ الحوادثِ إذْ أرْخَتْ من الطِّوَلِ

كانّني وزنادُ الخوف تلذعني

بما أخاف وأرجو غير محتفلِ

قولٌ جميلٌ وأفعالٌ مقبَّحةٌ

يا بُعدَ ذا القول في الدّنيا من العملِ

يا بُؤسَ للدّهرِ غُرّ العالِمون به

والجاهلون معاً في الأعصر الأُوَلِ

مَضوْا جميعاً فلا عينٌ ولا أثرٌ

حانوا وحالوا وهذا الدّهرُ لم يَحُلِ

كأنّهمْ بعدما استمْطَوْا جنائزهمْ

لم يمتطلوا صَهَواتِ الخيلِ والإبلِ

قالوا فرغتَ من الأشغال قلت لهمْ

لو لم أَكن باِنتظار الموتِ في شُغُلِ

إنّي لأعلمُ علماً لا يخالجه

شكٌّ فأطمع للدّنيا ويطمع لي

بأنّه لا مَحيصٌ عن مدى سفري

وَلا دواءٌ لما أشكوه من عللي