يا رب ليل أخذنا فيه منيتنا

يا ربّ ليلٍ أخذنا فيهِ منيتنا

كأنّ أوّله في ذاك آخرُهُ

كأنّ نَجمَ الثريّا مَلَّ مَجمعَنا

فَما اِستَطاعَ مقاماً وهو ناظرُهُ

ومَهْمَهٍ جُبتُه وحدي على قَلقٍ

معوّدٍ لِيَ خوضَ البحرِ حافِرُهُ

مِن لَونهِ يَستمدّ اللّيلُ ظلمتَه

والفجرُ من وجهه لاحت عساكرُهُ

مُعانِقاً نَبعةً سَمراء ما حُملتْ

إلّا ليومٍ جريءٌ من يباشرُهُ

ولا فَرَتْ يدُها نحراً فتتركَهُ

إلّا وقد نُشرتْ منه نواشرُهُ

وَصاحِبٍ ما نَبَتْ منه مضاربُه

في كلّ خطبٍ ولم تُؤمَن محاذِرُهُ

يَظَلُّ شَوقاً إلى الأعناقِ مُنتَصباً

لنفسه قبل أن يرتاحَ شاهرُهُ

ولِي جَنانٌ كأنّ الأرضَ ساحتُهُ

فما يضيق لمرهوبٍ يُخامرُهُ

يَستنزرُ الكَثْرَ من هذا الزّمان له

فكلُّ ما حلّ فيه فهو حاقرُهُ