يا يوم أي شجى بمثلك ذاقه

يا يومُ أيُّ شَجىً بِمثلك ذاقه

عُصَبُ الرّسولِ وصفوةُ الرّحمنِ

جرّعتَهم غُصصَ الرّدى حتّى اِرتوَوا

ولَذعْتَهمْ بلواذِعِ النّيرانِ

وطَرَحتَهمْ بَدَداً بأجوازِ الفَلا

للذّئبِ آونةً وللعِقبانِ

عافوا القرارَ وليس غير قرارهمْ

أوْ بردِهمْ موتاً بحدّ طعانِ

مُنِعوا الفُراتَ وصُرّعوا مِن حولِهِ

من تائقٍ للوِرْدِ أوْ ظمآنِ

أوَ ما رأيتَ قِراعَهم ودفاعَهم

قِدْماً وقد أُعْرُوا من الأعوانِ

متزاحمين على الرّدى في موقفٍ

حُشِيَ الظُّبا وأُسِنَّةَ المُرّانِ

ما إِنْ بهِ إلّا الشّجاعُ وطائرٌ

عنه حِذارَ الموتِ كلُّ جَبانِ

يومٌ أذلَّ جماجماً من هاشمٍ

وسرى إلى عدنانَ أوْ قحطانِ

أرْعى جميمَ الحقِّ في أوطانهمْ

رَعْيَ الهشيمِ سوائِمَ العُدوانِ

وأنارَ ناراً لا تبوخُ وربّما

قد كان للنّيرانِ لونُ دُخانِ

وهوَ الّذي لم يُبقِ من دينٍ لنا

بالغدرِ قائمةً من البُنيانِ

يا صاحبيَّ على المصيبةِ فيهمُ

ومشارِكِيَّ اليومَ في أحزاني

قوما خُذا نارَ الصَّلا من أضلُعِي

إن شئتما والماءَ من أجفاني

وتَعلّما أنّ الّذي كتّمْتُه

حَذَرَ العِدا يأْبى على الكتمانِ

فلو اِنّني شاهدتُهمْ بين العِدا

والكُفْرُ مُعْلَوْلٍ على الإيمانِ

لخَضَبْتُ سيفي من نجيع عدوّهمْ

ومحوتُ من دمهمْ حُجول حصاني

وشفيتُ بالطّعنِ المبرِّحِ بالقنا

داءَ الحقودِ ووعْكَةَ الأضغانِ

ولَبعْتُهُمْ نفسي على ضَنٍّ بها

يومَ الطُّفُوفِ بأرْخصِ الأثمانِ