بأبي الظباء الفاترات جفونا

بِأبِي الظِّبَاء الفَاتِرَاتِ جُفُونَا

الفَاتِكَاتِ سَوَالِفًا وَعُيُونَا

المُطْلِعَاتِ مِنَ الثغُورِ كَوَاكبًا

المُسْبِلاَتِ مِنَ الشُّعُورِ دُجُونَا

النَّافِرَاتِ تَدَلُّلاً وَصيَانَةً

الآنِسَاتِ تَوَدُّدًا وَمُجَونَا

الرَّاشِقَاتِ مِنَ اللَّواَحِظِ أسْهُمًا

المُرْسِلاَتِ إلَى الْقُلُوبِ مَنُونَا

سَفَرُوا وَقَدْ صبغَ الْحَيَاءُ خُدُودَهم

أرَأيْتَ وَرْداً خَالط النِّسرينَا

وَنَفَرْنَ غِزْلاَنًا وَتِهْنَ غَوَانِيًا

وَسَفَرْنَ أقْمَارا وَمِلْنَ غُصُونَا

غِيدٌ إذَا هَزُّوا المَعَاطِفَ لَنْ ترى

إلاَّ صريعًا بَيْنَهُنَّ طَعِينَا

سُودُ النَّوَاظرِ مَا اكْتَحَلْنَ بِإثْمِدٍ

وَالحُسْنُ حَقًا يَغْلِبُ التَّحْسينَا

يَا لاَئِمًا قَدْ جَارَ فِي تَعْنِيفِهِ

هَلاَّ رحمتَ مُتَيَّمًا مفتُونَا

فَأنَا الَّذِي اتَّخَذَ المَحَبَّةَ وَالهوَى

شَرْعاً لأرْبَابِ الْرَام وَدِينَا

وَمَرِيضَةِ الأجْفَانِ سَاحِرُ لحظهَا

يُنْبِيكَ عَمَّا فِي الفُؤَادِ كَمِينَا

مِنْ طرفِهَا السَّفَّاحِ أصبَحَ خَدُّهَا الْ

هَادِي يُرَى نُعْمَانُهُ مَأمُونَا

مَعْشُوقَةِ الحَرَكَاتِ حَرَّك قَدُّهَا

قَلْبًا إلَيْهَا كَانَ قَبْلُ سَكُونَا

وَإذَا انْثَنَتْ خِلْتَ الرّمَاحَ مَعَاطفا

وَإذَا رَنَتْ خِلْتَ السُّيُوفَ جُفُونَا

شَمْسٌ لطلعتهَا الهلاَلُ قَد انْحَنَى

أدَباً فأصبح يُشْبِهُ العُرْجُونَا

الوُرْقُ غَنَّتْ إذْ تَثَنَّى قَدُّهَا

طَرَبًا فَأعْرَبَ لَحْنُهُ التلحينَا

لاَ تَسْألَنَّ إذَا قَصَدْتَ خِيَامَهَا

وَاقصدْ لحيثُ تَرَى الجَمَالَ مَصُونَا

وَإذَا أرَدْتَ تَرَى هِلاَلَ جَبِينِهَا

فَانْظُرْ إلَى حَيْثُ الصَّبَاح مُبِينَا