بكى بدموع القطر جفن الغمائم

بَكَى بِدُمُوعِ القَطْرِ جَفْنُ الغَمَائِمِ

فَمَزَّقَ نَحْرُ الزَّهْرِ جَيْبَ الكَمَائِمِ

وَنَمَّتْ بِأسْرَارِ الرُّبَى ألْسُنُ الشذَى

فَأدْمَتْ خُدُودَ الوَرْدِ أيْدِي النّسائمِ

وَقَامَتْ عَلَى عُودِ الأرَاكِ حَمَائِمٌ

تنوحُ عَلَى قَصْفِ الغُصُونِ النَّوَاعِمِ

وَصَوَّتَ حَادِي الرَّعْدِ في دَجْنِ غَيْمِهِ

كَمَا زَأرَتْ فِي الغَابِ صِيدُ الضَّرَاغِمِ

وَعَزَّى وَميضُ البرقِ ثَكْلاَءَ رَوْضةٍ

أقَامَ لَهَا القُمْرِيُّ سُوقَ المَآتِمِ

وَسَلَّتْ يمينُ النَّهْرِ من غمدِ روضِهَا

لِضَرْبِ رِقَابِ المَحْلِ بِيضَ الصَّوَارِمِ

وَهَبَّ نَسِيمُ الشَّوْق إذْ خلَّفَ السُّرَى

مَعَالمَ كانت قَبْلُ بيضَ الْمَوَاسِمِ

سَرَوْا سَحَراً عَنْهَا فَأقْفَرَ رَبْعُهَا

وَآنَسَهَا سِرْبُ الظِّبَا وَالنَّعَائِمِ

وَحَثُّوا مَطَايَا البَيْنِ فِي مَهْمَه الفَلاَ

وَسَارُوا بِلَيْلٍ مِنْ دُجَى الصيد فَاحِمِ

فَقَامَتْ وَقَدْ زُمَّ المَطِيُّ قِيَامَتِي

بِسُوقٍ مِنَ التَّبْرِيحِ وَالوجدِ قَائِمِ

وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إذْ نَأى أهْلُهَا سوَى

رُسُومِ مغَانٍ أقْفَرَتْ مِنْ مَغَانِمِ

وَتَغْرِيدِ قُمْرِيٍّ وَإيمَاضِ بَارِقٍ

وَتَصْوِيتِ إرْعَادٍ ولَفْظِ نَوَاسِمِ

وَنَغْمَةِ شُحْرُورٍ وَغُنَّةِ بُلْبُلٍ

وَنَعْبَةِ نَعَّابٍ وَأنَّةِ بَاغِمِ