تثنى بانة وبدا هلالا

تَثَنَّى بَانَةً وَبَدَا هِلاَلاَ

تَعَالَى اللَّهُ عَنْ هَذَا تَعَالَى

وَحَلَّلَ سِحْرُ مُقْلَتِهِ فُؤَادِي

لأنَّ بجفنه السِّحْرَ الحَلاَلاَ

هِلالٌ جَلَّ عَنْ خَنَسٍ وخَسْفٍ

لِذا فَاق الغَزالَة والْغَزَالاَ

وَبَدْرٌ فَوْقَ غُصْنٍ فِي كَثِيبٍ

تَأوَّدَ عَابِثًا وَرَنَا دَلاَلاَ

وَحَاشَا أنْ أشَبِّهَهُ بِشَيْءٍ

وَقَدْ حَازَ الجَلاَلَةَ والجَمَالاَ

وَأنَّى لِلْمُشبهِ مِثْل بدر

تَرَدَّى الحسنَ وَاتَّشَحَ الكَمَالاَ

ولم تَتْرُكْ مَحَاسنهُ لَعَمْرِي

مَثِيلاً فِي المِلاَحِ وَلاَ مِثَالاَ

هُدِيتُ بِصُبْحِ غُرَّتِهِ وَلَكِنْ

وجدتُ بليل طُرَّتِهِ ضَلاَلاَ

وَمَعْشُوقِ الشَّمَائِلِ جَارَ عَمْداً

عَلَى ضُعْفِي وَقَدْ جَارَ اعْتِدَالاَ

شَكَوْتُ لَهُ ليجبرَ كَسْرَ قَلْبِي

فَقَطَّبَ وَجْهَهُ وَسَطَا وَصَالاَ

وَدَعَّجَ مُقْلَةً فَنَصَا حُسَامًا

وَقَوَّسَ حَاجِبًا فَرَمَى نِبَالاَ

وَضَعْتُ سِلاَحَ صَبْرِي فِيهِ لَمَّا

دَعَا عَسَّالُ قَامَتِهِ النِّزَالاَ

وَأتْلُو الفَتْحَ إذْ يَبْدُو عَلَيْهِ

فَيَتْلُو سَيْفُ نَاظِرِهِ القتَالاَ

عَجِبْتُ لِعَدْنِ وَجْنَتِهِ لأنِّي

لَقِيتُ بِلَثْمِ وَدْرَتِهَا الوَبَالاَ

وأعجبُ أن مبسمَهُ بَرُودٌ

وَجَمْرُ الخَدّ يَشْتَعِلُ اشْتِعَالاَ

شَرِقتُ بِرشفِ رِيقَتهِ وَيَامَا

ثَمِلْتُ وَقَدْ رَشَفْتُ بِهِ الزُّلاَلاَ

وَشَقَّ شَقِيقُ خَدَّيْهِ فُؤَادِي

فَصَارَ سَوَادُهُ فِي الخَدّ خَالاَ

شَهِدْتُ بِصُبْحِ وَاضِحِهِ وَلِمْ لاَ

وَخَالُ خُدُودِهِ أضْحَى بِلاَلاَ