توج بدر الماء هام الراح

تَوِّجْ بِدُرِّ الْمَاءِ هَامَ الرَّاحِ

وَصُنِ اسْتِمَاعَكَ عَنْ كَلاَمِ اللاَّحِي

وَاسْتَجْلِهَا شَمْسًا بِهَالَةِ كَأسِهَا

لِتَرَى سَنَا الإصْبَاحِ فِي المِصْبَاحِ

بِكْرٌ تَجَلَّتْ فِي غِلاَلَةِ دَنِّهَا

وَكَذَلِكَ الأرْوَاحُ فِي الأشْبَاحِ

فَضَّ المِزَاجُ خِتَامَهَا فَاسْتَوْلَدَتْ

مِنْهُ جَنِينَ اللَّهْوِ وَالأفْراح

صاغَتْ شِبَاكَ حَبَابِهَا مِنْ لُؤْلؤٍ

لِتَصِيدَ بِالأحْدَاقِ وَالأقْداحِ

طَافَ الحَبَابُ بِرُكْنِهَا وَبِحِجْرِهَا

صَلَّى الشعَاعُ فَأمَّ بِالأرْوَاحِ

وَبِحَجِّهَا فَازَ النَّدَامَى إذْ رَمَوْا

بِمِنَى مُنَاهَا جَمْرَةَ الأتْرَاحِ

يَسْعَى بهَا حُلْوُ الشَّمَائِلِ خَدُّهُ الْ

هَادِي يُصَانُ بِجَفْنِهِ السَّفَّاحِ

يَغْزُو الحَشَا مِنْ سِحْرِ عَيْنَيْهِ وَمِنْ

عِطْفَيْهِ بِالأسْيَافِ وَالأرْمَاحِ

نَبَتَ العِذَارُ بِوَرْدِ وَجْنَتِهِ فَهَلْ

أبْصَرْتَ رَيْحَانًا عَلَى تُفَّاحِ

وَبَدَتْ بِغُرَّتِهِ المُنِيرَةِ طُرَّةٌ

فَعَجِبْتُ لِلإمْسَاءِ فِي الإصْبَاحِ